أخبار علقمة ونسبه
  فأنشدها علقمة قوله:
  ذهبت من الهجران في غير مذهب
  حتى انتهى إلى قوله:
  فأدركه حتى ثنى من عنانه ... يمرّ كغيث رائح متحلَّب(١)
  فقالت له: علقمة أشعر منك، قال: وكيف؟ قالت: لأنك زجرت فرسك، / وحرّكته بساقك، وضربته بسوطك. وأنه جاء هذا الصيد، ثم أدركه ثانيا من عنانه، فغضب امرؤ القيس وقال: ليس كما قلت، ولكنك هويته، فطلَّقها، فتزوجها علقمة بعد ذلك، وبهذا لقّب علقمة الفحل.
  ربيعة بن حذار يحكم له
  : أخبرني عمي قال: حدثنا الكرانيّ قال: حدثنا العمري، عن لقيط قال:
  تحاكم علقمة بن عبدة التميمي. والزبرقان بن بدر السعدي، والمخبّل، وعمرو بن الأهتم، إلى ربيعة بن حذار الأسدي، فقال: أما أنت يا زبرقان فإن شعرك كلحم لا أنضج فيؤكل، ولا ترك نيّئا فينتفع به، وأما أنت يا عمرو فإن شعرك كبرد حبرة يتلألأ في البصر، فكلما أعدّته(٢) فيه نقص، وأما أنت يا عمرو فإن شعرك كبرد حبرة يتلألأ في البصر، فكلما أعدّته(٢) فيه نقص، وأما أنت يا مخبّل فإنك قصّرت عن الجاهلية ولم تدرك الإسلام، وأما أنت يا علقمة فإن شعرك كمزادة(٣) قد أحكم خرزها فليس يقطر منها شيء.
  بيت من أبياته يضرب المتمثل به عشرين سوطا
  : أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثني عمي، عن العباس بن هشام، عن أبيه قال:
  مرّ رجل من مزينة على باب رجل من الأنصار، وكان يتّهم بامرأته، فلما حاذى بابه تنفّس ثم تمثّل:
  هل ما علمت وما استودعت مكتوم ... أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم؟
  قال: فتعلَّق به الرجل: فرفعه إلى عمر رضوان اللَّه عليه، فاستعداه عليه، فقال له المتمثّل: وما عليّ في أن أنشدت بيت شعر، فقال له عمر ¥: مالك لم تنشده قبل أن تبلغ بابه؟ ولكنّك عرّضت به مع ما تعلم من القالة فيه، ثم أمر به فضرب عشرين سوطا.
  صوت
  فو اللَّه لا أنسى قتيلا رزيته ... بجانب قوسي ما حييت على الأرض(٤)
(١) الهاء من أدركه تعود على غزال أو نحوه، وفي «المختار»:
فأدرك منه ثانيا من عنانه ... بمر كمرّ الرائح المتحلب
(٢) الهاء من أعدته تعود على البصر.
(٣) المزادة: إناء صغير من الجلد يحمل فيه الماء.
(٤) قوسي - كسكري - بلدة بالسراة وبها قتل عروة أخو أبي خراش.