أخبار خالد بن عبد الله
  أخبرني أبو عبيدة الصيّرفيّ، قال: حدّثنا الفضل بن الحسن المصريّ، قال: حدّثني عمر بن شبّة، قال:
  حدّثني عبيد اللَّه بن حباب، قال: حدثني عطاء بن مسلم قال: قال خالد بن عبد اللَّه، وذكر النبي ﷺ، فقال:
  / أيّما أكرم(١) عندكم على الرجل: رسوله في حاجته أو خليفته في أهله؟ يعرّض بأنّ هشاما خير من النبي ﷺ.
  يوازن بين إبراهيم الخليل والخليفة
  قال أبو عبيدة: خطب خالد يوما، فقال: إن إبراهيم خليل اللَّه استسقى ماء، فسقاه اللَّه ملحا أجاجا، وإن أمير المؤمنين استسقى اللَّه ماء، فسقاه اللَّه عذبا نقاخا(٢)، وكان الوليد حفر بئرا بين ثنيّة ذي طوى وثنيّة الحجون، فكان خالد ينقل ماءها، فيوضع في حوض إلى جنب زمزم. ليرى الناس فضلها. قال: فغارت تلك البئر، فلا يدرى أين هي إلى اليوم؟
  ينال من علي بن أبي طالب
  أخبرني أبو الحسن الأسديّ: قال: حدثنا العباس بن ميمون طايع، عن ابن عائشة، قال:
  كان خالد بن عبد اللَّه زنديقا، وكانت أمه رومية نصرانية وهبها عبد الملك لأبيه. فرأى يوما عكرمة، مولى ابن عباس، وعلى رأسه عمامة سوداء، فقال: إنه بلغني أنّ هذا العبد يشبه عليّ بن أبي طالب ~ وسلامه، وإني لأرجو أن يسوّد اللَّه وجهه كما سوّد وجه ذاك.
  قال: حدثني من سمعه، وقد لعن عليّا - ~ وسلامه - فقال في ذكره: عليّ بن أبي طالب بن عم محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب، وزوج ابنته فاطمة، وأبو الحسن والحسين، هل كنّيت(٣). اللهم العن خالدا واخزه، وجدّد على روحه العذاب.
  إسماعيل بن خالد يسب بني أميّة في مجلس السفاح
  وقال أبو عبيدة: ذكر إسماعيل بن خالد بن عبد اللَّه القسريّ بني أمية عند أبي العباس / السفاح في دولة بني هاشم، فذمهم وسبهم، وقال له حمّاس(٤) الشاعر مولى عثمان بن عفان: يا أمير المؤمنين: أيسبّ بني عمك وعمّالهم وعماتك رجل اجتمع هو والخرّيت في نسب؟ إن بني أمية لحمك ودمك، فكلهم ولا تؤكَّلهم(٥). فقال له:
  صدقت. وأمسك إسماعيل فلم يحر جوابا.
(١) كأنه يعتقد أن الخليفة خليفة اللَّه، ونسي أن الخليفة خليفة رسول اللَّه، وعليه فلا مجال للمقارنة.
(٢) النقاخ: الماء العذب الصافي البارد.
(٣) استفهام انكاري: يريد به أنه عرف عليا بجميع أدوات التعريف، حتى لا تخطئه اللعنة.
(٤) كذا بالأصل، وفي بعض الأصول جماس - بالجيم المعجمة وتشديد الميم - ولعل هذا وذاك محرفان عن الجماز الشاعر المعروف.
(٥) يريد أن يقول له: تول أنت بيدك عقوبتهم، ولا تلك ذلك إلى غيرك، على حد قول الشاعر:
فإن كنت مأكولا فكن أنت اكلي ... وإلا فأدركني ولما أمزق
وقد تمثل بهذا البيت الخليفة عثمان بن عفان في خطاب بعث به إلى علي بن أبي طالب، يستعديه فيه على الثائرين عليه.