أخبار ابن ميادة ونسبه
  ضاف ابن ميّادة أيّوب بن سلمة فلم يقره، وابن ميّادة من أخوال أيوب بن سلمة، فقال فيه:
  ظللنا وقوفا عند باب ابن أختنا ... وظلّ عن المعروف والمجد في شغل
  صفا صلد(١) عند الندى ونعامة ... إذا الحرب أبدت عن نواجذها العصل(٢)
  ابن ميادة ورياح ابن عثمان
  قال أبو أيوب وأخبرني مصعب قال:
  قدم ابن ميّادة على رياح(٣) بن عثمان، وقد ولي المدينة وهو جادّ في طلب محمد بن عبد اللَّه بن حسن وإبراهيم أخيه، فقال له: اتخذ حرسا وجندا من غطفان واترك هؤلاء العبيد الذين تعطيهم دراهمك، وحذار من قريش؛ فاستخفّ بقوله ولم يقبل رأيه؛ فلمّا قتل رياح قال ابن ميّادة:
  / أمرتك يا رياح بأمر حزم ... فقلت هشيمة(٤) من أهل نجد
  وقلت له تحفّظ من قريش ... ورقّع كلّ حاشية وبرد(٥)
  فوجدا ما وجدت على رياح ... وما أغنيت شيئا غير وجدي
  تشبيه بالنساء
  أخبرني عمّي قال حدّثني أحمد بن أبي طاهر قال حدّثني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدّثني أكثم بن صيفيّ(٦) المرّيّ ثم الصارديّ عن أبيه قال:
  كان ابن ميّادة رأى امرأة من بني جشم بن معاوية ثم من بني حرام يقال لها: أمّ الوليد، وكانوا ساروا عليه(٧)، فأعجب بها وقال فيها:
  ألا حبّذا أمّ الوليد ومربع(٨) ... لنا ولها نشتو به(٩) ونصيف
  ويروي:
(١) الصلد: الصلب الأملس والأصل فيه سكون اللام وحرّك هنا للضرورة.
(٢) جمع أعصل أي بين العصل، والعصل في الناب إعوجاجه. قال أوس:
رأيت لها نابا من الشرّ أعصلا
(٣) كذا في ح، أ، م. وهو الموافق لما في «اللسان» في مادة «هشم» ولما في «الكامل» للمبرد طبع أوروبا ج ١ ص ٢٨، وفي باقي النسخ: «رباح» بالباء الموحدة وهو تحريف.
(٤) هشيمة: ضعفة، وأصل الهشيم النبت إذا ولى وجف وتكسر فذرته الرياح يمينا وشمالا. والنجد: أعالي الأرض، عن «الكامل» للمبرد.
(٥) روي في «الكامل» للمبرد:
نهيتك عن رجال من قريش ... على محبوكة الأصلاب جرد
وقال في «شرحه»: فالمحبوك الذي فيه طرائق، واحدها حباك، والجماعة حبك.
(٦) في ط: «أكثم بن الغيض المرّيّ».
(٧) في ط: «عليهم»، والمراد: الحيّ.
(٨) المربع هنا: المنزل.
(٩) في ط: «نثوي به».