أخبار ربيعة بن مقروم ونسبه
  هشّ يراح إلى النّدى نبّهته ... والصبح ساطع لونه لم ينجل(١)
  فأتيت حانوتا به فصبحته ... من عاتق بمزاجها لم تقتل(٢)
  صهباء إلياسيّة أغلى بها ... يسر كريم الخيم غير مبخّل(٣)
  ومعرّس عرض الرداء عرسته ... من بعد آخر مثله في المنزل(٤)
  ولقد أتت مائة عليّ أعدّها ... حولا فحولا لا بلاها مبتل
  فإذا وذاك كأنه ما لم يكن ... إلا تذكَّره لمن لم يجهل(٥)
  ولقد أتت مائة عليّ أعدّها ... حولا فحولا لا بلاها مبتل
  فإذا الشّباب كمبذل أنضيته ... والدهر يبلي كلّ جدّة مبذل(٦)
  هلَّا سألت وخبر قوم عندهم ... وشفاء غيّك خابرا أن تسألي(٧)
  هل نكرم الأضياف إن نزلوا بنا ... ونسود بالمعروف غير تنحّل؟(٨)
  / ونحلّ بالثغر المخوف عدوّه ... ونردّ حال العارض المتهلَّل(٩)
  ونعين غارمنا ونمنع جارنا ... ونزين مولى ذكرنا في المحفل(١٠)
  وإذا امرؤ منا حبا فكأنّه ... مما يخاف على مناكب يذبل(١١)
  ومتى تقم عند اجتماع عشيرة ... خطباؤنا بين العشيرة يفصل(١٢)
  ويرى العدوّ لنا دروءا صعبة ... عند النجوم منيعة المتأوّل(١٣)
(١) يراح إلى الندى: يرتاح إليه، وفي «المختار»: «ساطع ضوئه».
(٢) العاتق: الخمر المعتقة.
(٣) إلياسية: نسبة إلى إلياس، ولعله اسم الخمار، وفي هد، هج: «صافية القذى» بدل «إلياسية» يسر: سهل سمح، أو يلعب الميسر، وفي «المختار»: «إبليسية».
(٤) المعرس: مكان التعريس: الإقامة ليلا، وفي هج:
«عرض الندى»
بدل
«عرض الرداء»
(٥) لعل الأحسن «فإذا هذا وذاك» فحذف المعطوف عليه، وقد تكون «فإذا» تحريف «هذا» فلا نحتاج إلى تقدير.
(٦) المبذل: الثوب يلبس في المهنة.
(٧) جملتا
«وخبر قوم ...
إلخ البيت «اعتراض بين السؤال والمسؤول عنه، خابرا: مفعول مقدم لقوله:» أن تسألي.
(٨) غير تنحل: غير ادعاء وكذب. ويروى: غير تبخل.
(٩) العارض المتهلل: السحاب المعترض في الأفق، ولعله يقصد به الجيش العرمرم.
(١٠) المولى: من معانيه الصديق، يريد أن الصديق إذا ذكرهم في محفل وجد ما يقوله.
(١١) يذبل: اسم جبل.
(١٢) يفصل: جواب «متى»، يريد أن خطباءهم أرباب القول الفصل في الخصومات التي تقع بين العشائر. وفي «المختار»: تفصل.
(١٣) الدروء: جمع درء، وهو النتوء في الجبل، المتأول: من تأول الأمر: توسمه وتحراه، يريد أن لهم مراكب وعرة، لا يتوسعها أو يتحرى سلوكها إنسان.