أخبار ابن ميادة ونسبه
  بأحسن منها يوم قالت بذي الغضا ... أترعى جديد الحبل أم أنت قاطعه
  خطب امرأة من بني سلمى بن مالك فلم يزوّجوه فقال شعرا
  أخبرني عمّي قال حدّثني أحمد بن أبي طاهر قال حدّثني أحمد بن إبراهيم قال:
  وذكر أبو الأشعث أنّ ابن ميّادة خطب امرأة من بني سلمى بن مالك بن جعفر ثم من بني البهثة - وهم بطن يقال لهم البهثاء - فأبوا أن يزوّجوه وقالوا: أنت هجين ونحن أشرف منك؛ فقال:
  فلو طاوعتني آل سلمى بن مالك ... لأعطيت مهرا من مسرّة غاليا(١)
  وسرب كسرب العين من آل جعفر ... يغادين بالكحل العيون السواجيا
  إذا ما هبطن النّيل(٢) أو كنّ دونه ... بسرو(٣) الحمى ألقين ثمّ المراسيا
  مات في صدر خلافة المنصور
  قال أحمد بن إبراهيم: مات ابن ميّادة في صدر من خلافة المنصور، وقد كان مدحه ثم لم يفد(٤) إليه ولا مدحه، لما بلغه من قلَّة رغبته في مدائح الشعراء وقلَّة ثوابه لهم.
(١) كذا في ط: «غاليا» بالغين المعجمة. وفي سائر النسخ: «عاليا» بالعين المهملة.
(٢) كذا في ب، س، ح: وهو بليدة في سواد الكوفة قرب حلة بني مزيد يخترقها خليج كبير يتخلج من الفرات الكبير حفره الحجاج بن يوسف وسماه بنيل مصر. (انظر «معجم ياقوت»). وفيء، أ، م، ط: «النير» بالراء وهو اسم موضع.
(٣) كذا في أغلب النسخ وأشير إليه في هامش ط. وفي صلب ط: «بسوف الحمى». والسرو: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل. والسوف (بالضم أيضا): جمع سوفة (بالضم أيضا) وهي الأرض بين الرمل والجلد. والحمى: موضع.
(٤) كذا في ط. وفي باقي الأصول: «يعد» بالعين.