كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حنين الحيري ونسبه

صفحة 560 - الجزء 2

١٤ - أخبار حنين الحيري ونسبه

  نسبه وكان شاعرا ومغنيا

  حنين بن بلوع⁣(⁣١) الحيريّ مختلف في نسبه، فقيل: إنه من العباديّين من تميم، وقيل: إنه من بني الحارث بن كعب، وقيل من قوم بقوا من جديس وطسم فنزلوا في بني الحارث بن كعب فعدّوا فيهم، ويكنى أبا كعب، وكان شاعرا مغنّيا فحلا من فحول المغنّين، وله صنعة فاضلة متقدّمة، وكان يسكن الحيرة ويكري الجمال إلى الشأم وغيرها، وكان نصرانيّا. وهو القائل يصف الحيرة ومنزله بها:

  صوت

  أنا حنين ومنزلي النّجف⁣(⁣٢) ... وما نديمي إلَّا الفتى القصف⁣(⁣٣)

  أقرع بالكأس ثغر باطية⁣(⁣٤) ... مترعة، تارة وأغترف

  من قهوة باكر التّجار بها ... بيت يهود قرارها الخزف

  والعيش غضّ ومنزلي خصب ... لم تغذني شقوة ولا عنف

  الغناء والشعر لحنين، ولحنه خفيف رمل بالبنصر. وفيه لابن المكَّيّ خفيف ثقيل قديم. ولعريب فيه خفيف ثقيل آخر عن الهشاميّ.

  غنى هشام بن عبد الملك في الحج

  أخبرنا وكيع قال قال حماد حدّثني أبي عن أبي الخطَّاب قال وحدّثني ابن كناسة عن سليمان بن داود: مولى ليحيى، وأخبرني بهذا الخبر الحسن بن عليّ عن⁣(⁣٥) ابن مهرويه عن قعنب بن المحرز الباهليّ عن المدائنيّ قالوا جميعا:

  / حجّ هشام بن عبد الملك وعديله⁣(⁣٦) الأبرش الكلبيّ، فوقف له حنين بظهر الكوفة ومعه عوده وزامر له، وعليه قلنسية⁣(⁣٧) طويلة، فلمّا مرّ هشام عرض له، فقال: من هذا؟ فقيل: حنين، فأمر به فحمل في محمل على


(١) هكذا ورد مضبوطا في ط. ولم نجد في مصدر آخر ما يؤيد هذا الضبط أو ينفيه.

(٢) النجف: موضع بظهر الكوفة، والكوفة قريبة من الحيرة.

(٣) القصف: حليف اللهو واللعب. ولم ترد هذه الصيغة في «كتب اللغة» التي بأيدينا.

(٤) الباطية: إناء الخمر.

(٥) كذا في أ، م، ء، وهو الصواب، لأن الحسن بن عليّ يروي عن ابن مهرويه وهو محمد بن القاسم كما تقدّم في الجزء الأوّل من «الأغاني» طبع دار الكتب ص ٨، وفي باقي النسخ: «الحسن بن عليّ بن مهرويه»، وهو تحريف.

(٦) العديل: الذي يعادلك في المحمل.

(٧) القلنسية: القلنسوة (بفتح القاف) فإن ضمت القاف كسرت السين وقلبت الواو ياء.