أخبار إبراهيم بن المدبر
  فكتب إبراهيم إلى أبي العبيس يطالبه بالخاتمين، فدافعه، وعبث به، فكتب إليه من غد:
  كيف أصبحت يا جعلت فداكا ... إنني أشتكي إليك جفاكا
  قد تمادى بك الجفاء وما كن ... ت حقيقا ولا حريّا بذاكا
  كن شبيها بمن مضى جعل الل ... هـ لك العمر دائما ورعاكا
  إنّ شهر الصيام شهر فكاك ... أنت فيه ونحن نرجو الفكاكا
  فاردد الخاتمين ردّا جميلا ... قد تنعّمت(١) فيهما ما كفاكا
  يا أبا عبد اللَّه دعوة داع ... يرتجي نجح أمره إذ دعاكا
  (٢) - يعني أبا عبد اللَّه بن حمدون والد أبي العبيس المخاطب بهذا الشعر -(٢)
  خاتماي اللذان عند أبي العب ... اس قد شارفا لديه الهلاكا
  وهو حرّ وقد حكاك كما ... أنك قد المكرمات تحكي أباكا
  فبعث بالخاتمين إليه.
  عريب تزوره؛ وتستزير أبا العبيس
  وأخبرني جعفر قال:
  زارت عريب إبراهيم بن المدبر وهو في داره على الشاطئ في المطيرة(٣) واقترحت عليه حضور أبي العبيس فكتب إليه إبراهيم:
  /
  قل لابن حمدون ذاك الأريب ... وذاك الظريف وذاك الحسيب(٤)
  كتابي إليك بشكوى عريب ... لوجد شديد وشوق عجيب
  وشوقي إليك كشوق الغريب ... إلى أرضه بعد طول المغيب
  ويومي إن أنت تمّمته ... بقربك ذو كلّ حسن وطيب
  حباني الزمان كما أشتهي ... بقرب الحبيب وبعد الرقيب
  فما زلت أشرب من كفّه ... وأسقيه سقي اللطيف الأديب(٥)
  ويشكو إليّ وأشكو إليه ... بقول(٦) عفيف وقول مريب
(١) تنعمت: تمتعت: وفي ب، س، ج، هد، هج: «تولعت».
(٢ - ٢) التكملة من هد وهج.
(٣) المطيرة: قرية من متنزهات بغداد وسامراء.
(٤) البيت من المتقارب دخله الخرم.
(٥) في ج: «الأريب».
(٦) هج، هد: «بفعل عفيف».