كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار إبراهيم بن المدبر

صفحة 382 - الجزء 22

  أترمي بنبت من جفاها تخيّرا ... وباعدها عنه برأي موقّر؟⁣(⁣١)

  ودافعها عن سرّها وهي تشتكي ... إليه تباريح الهوى المتسعّر⁣(⁣٢)

  ولو كان تبّاعا دواعي نفسه ... إذا لقضى أو طاره ابن المدبّر

  / على أنه لو حصحص الحقّ باعها ... ولو كان مشغوفا بها بمظفّر

  بلؤلؤة زهراء يشرق ضوءها ... وغرّة وجه كالصباح المشهّر

  إلى اللَّه أشكو أنّ هذا وهذه ... غزالا كثيب ذي أقاح منوّر

  وأنت فقد طالبتها فوجدتها ... لها خلق لا يرغوي ذو توعّر

  وحاولت منها سلوة عن⁣(⁣٣) مظفّر ... فما لان منها العطف عند التّخيّر⁣(⁣٤)

  نصحتك عن ودّ ولم أك جاهدا ... فإن شئت فاقبل قول ذي النصح أوذر

  فكتب إليه عليّ بن يحيى المنجم:

  لعمري لقد أحسنت يا بن المدبّر ... وما زلت في الإحسان عين المشهّر

  ظرفت ومن يجمع من العلم مثل ما ... جمعت أبا إسحاق يظرف ويشهر⁣(⁣٥)

  ولإبراهيم في نبت هذه أشعار كثيرة منها قوله:

  نبت إذا سكتت كان السكوت لها ... زينا وإن نطقت فالدرّ ينتشر

  وإنما أقصدت⁣(⁣٦) قلبي بمقلتها ... ما كان سهم ولا قوس ولا وتر

  وقوله:

  يا نبت يا نبت قد هام الفؤاد بكم ... وأنت واللَّه أحلى الخلق أنسانا

  ألا صليني فإنّي قد شغفت بكم ... إن شئت سرّا وإن أحببت إعلانا

  خاتما عريب

  / أخبرني جعفر بن قدامة قال:

  كان في إصبع إبراهيم بن المدبر خاتمان وهبتهما له عريب، وكانا مشهورين لها، / فاجتمع مع أبي العبيس بن حمدون في اليوم التاسع والعشرين من شعبان على شرب، فلما سكرا اتفقا على أن يصير إبراهيم إلى أبى العبيس، ويقيم عنده من غد إن لم ير الهلال، وأخذ الخاتمين منه رهنا. ورئي الهلال في تلك الليلة، وأصبح الناس صياما،


(١) ف: «برأي موفر» بالفاء.

(٢) المستعر: المتقد، وفي ج، وهد، وهج: «دافعها عن وصله».

(٣) في ج، هد، هج: «سلوة من».

(٤) في ج: «التجير».

(٥) في ج: «ويشعر».

(٦) أقصدت: أصابت فلم تخطئ.