كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المؤمل ونسبه

صفحة 440 - الجزء 22

  / في هذه الأبيات التي أولها:

  وقد زعموا لي أنها نذرت دمي

  لنبيه لحن من خفيف الثقيل المطلق في مجرى الوسطى عن ابن المكي.

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدثني محمد بن أحمد بن عليّ، قال: لما قال المؤمّل:

  شفّ المؤمّل يوم الحيرة النظر ... ليت المؤمّل لم يخلق له بصر

  / عمي، وأري في منامه: هذا ما تمنيت.

  أخبرني حبيب بن نصر قال: حدثنا عبد اللَّه بن أبي سعد، قال حدثني عليّ بن الحسن⁣(⁣١) الشيباني: قال:

  رأى المؤمل في منامه قائلا يقول: أنت⁣(⁣٢) المتألَّي على اللَّه ألا يعذّب المحبّين حيث تقول:

  يكفي المحبّين في الدنيا عذابهم ... واللَّه لا عذّبتهم بعدها سقر

  فقال له: نعم، فقال: كذبت يا عدوّ اللَّه، ثم أدخل إصبعيه⁣(⁣٣) في عينيه وقال له: أنت القائل:

  شف المؤمّل يوم الحيرة النظر ... ليت المؤمّل لم يخلق له بصر

  هذا ما تمنيت، فانتبه فزعا، فإذا هو قد عمي.

  لا ترضى مضر بقتله

  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا مصعب الزبيريّ قال:

  أنشد المهديّ قول المؤمّل:

  قتلت شاعر هذا الحيّ من مضر ... واللَّه يعلم ما ترضى بذا مضر

  فضحك، وقال: لو علمنا أنها فعلت ما رضينا، ولغضبنا له وأنكرنا.

  صوت

  بكيت حذار البين علما بما الذي ... إليه فؤادي عند ذلك صائر


(١) س، ب: «الحسين» تحريف.

(٢) المتألي: الحالف.

(٣) في س، ب: «إصبعه».