كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العديل ونسبه

صفحة 498 - الجزء 22

  فأسروه⁣(⁣١) بدل الفرخ. ثم إن عفيرا لحق بهم⁣(⁣١)، فاشترى منهم الجراحة بسبعين بعيرا، وأخذ الفرخ منهم فأطلقه، فقال العديل في ذلك:

  ما زال في قيس بن سعد لجارهم ... على عهد ذي القرنين معط ومانع

  هم استنقذوا حسّان قسرا وأنتم ... لئام المقام والرماح شوارع

  غدرتم بدينار وحسّان غدرة ... وبالفرخ لما جاءكم وهو طائع

  / فلو لا بنو قيس بن سعد لأصبحت ... عليّ شدادا⁣(⁣٢) قبضهنّ الأصابع

  ألَّا تسألون ابن المشتّم عنهم ... جعامة والجيران واف وظالع⁣(⁣٣)

  أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدثنا الرّياشي عن الأصمعيّ قال: قال أبو النجم للعديل بن الفرخ: أرأيت قولك:

  فإن تك من شيبان أمّي فإنّني ... لأبيض عجليّ عريض المفارق؟

  أكنت شاكَّا في نسبك حين قلت هذا؟ فقال له العديل: أفشككت في نفسك أو شعرك حين قلت:

  أنا أبو النجم وشعري شعري ... للَّه درّي ما يجنّ صدري

  فأمسك أبو النّجم واستحيا.

  العديل ومالك بن مسمع

  أخبرني أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدثنا الرياشيّ عن العتبيّ قال:

  حمل زياد إلى معاوية مالا من البصرة، ففزعت تميم والأزد وربيعة إلى مالك بن مسمع، وكانت ربيعة مجتمعة عليه كاجتماعها على كليب في حياته، واستغاثوا به، وقالوا: يحمل المال، ونبقى بلا عطاء فركب مالك بن ربيعة، واجتمع الناس إليه، فلحق بالمال فرده، وضرب فسطاطا بالمربد، وأنفق المال في الناس حتى وفّاهم عطاءهم، ثم قال: إن شئتم الآن أن تحملوا فاحملوا، فما راجعه زياد في ذلك بحرف، فلما ولي حمزة بن عبد اللَّه ابن الزبير البصرة جمع مالا؛ ليحمله إلى أبيه، فاجتمع الناس إلى مالك، واستغاثوا به، ففعل مثل فعله بزياد، فقال العديل بن الفرخ في ذلك:

  إذا ما خشينا من أمير ظلامة ... دعونا أبا غسّان يوما فعسكرا

  ترى الناس أفواجا إلى باب داره ... إذا شاء جاؤوا دار عين وحسّرا⁣(⁣٤)

  / وأول هذه القصيدة:


(١ - ١) تكملة عن ف.

(٢) في ف: «شديدا».

(٣) ظالع: غامز في مشيه.

(٤) حسر: جمع حاسر: من لا سلاح معه.