كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العديل ونسبه

صفحة 499 - الجزء 22

  أمن منزل من أم سكن عشيّة ... ظللت به⁣(⁣١) أبكى حزينا مفكرّا

  معي كلّ مسترخي الإزار كأنه ... إذا ما مشى من جنّ غيل وعبقرا⁣(⁣٢)

  يزجّي⁣(⁣٣) المطايا لا يبالي كلينهما⁣(⁣٤) ... مقلَّصة⁣(⁣٥) خوصا⁣(⁣٦) من الأين⁣(⁣٧) ضمّرا

  العديل شاعر بكر بن وائل

  أخبرني حبيب بن نصر المهّلبيّ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال: حدثني عليّ بن الحسن الشيبانيّ قال:

  حدثني عبدة بن عصمة بن معبد القيسيّ قال: حدثني جدي أبو أمي / فراس بن خندف، عن أبيه، عن جده عليّ بن شفيع قال:

  لقيت الفرزدق منصرفه عن بكر بن وائل؛ فقلت له: يا أبا فراس: من شاعر بكر بن وائل ممّن خلفته خلفك؟

  قال: أميم بني عجل - يعني العديل بن الفرخ - على أنه ضائع الشعر، سروق للبيوت.

  مدح أو تحريض

  أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدثني محمد بن عبد اللَّه بن مالك الخزاعيّ عن إسحاق عن الهيثم بن عديّ، عن حماد الراوية قال:

  لما قدم الحجّاج العراق قال العديل بن الفرخ:

  دعوا الجبن يا أهل العراق فإنّما ... يهان ويسبى كلّ من لا يقاتل

  لقد جرّد الحجاج للحقّ سيفه ... ألا فاستقيموا لا يميلنّ مائل

  / وخافوه حتى القوم بين ضلوعهم ... كنزو القطا ضمّت عليه الحبائل

  وأصبح كالبازي يقلَّب طرفه ... على مرقب والطير منه دواحل⁣(⁣٨)

  قال: فقال الحجاج - وقد بلغته - لأصحابه: ما تقولون؟ قالوا: نقول: إنه مدحك، فقال: كلَّا ولكنه حرّض عليّ أهل العراق، وأمر بطلبه فهرب وقال:

  أخوّف بالحجاج حتى كأنما ... يحرّك عظم في الفؤاد مهيض

  ودون يدي الحجّاج من أن تنالني ... بساط لأيدي الناعجات عريض

  مهامه أشباه كأنّ سرابها ... ملاء بأيدي الغاسلات رحيض


(١) في س، ب: «بها».

(٢) غيل وعبقر: مكانان تزعم العرب أنهما من مساكن الجن.

(٣) في س، ب: «منيخي».

(٤) في س، ب: «كلاهما».

(٥) في س، ب: «ملفصة»، ومعناها مسرعة.

(٦) خوص: جمع خوصاء أي غائرة العين.

(٧) من الأين: من التعب.

(٨) دواحل، معناها فارة ومستترة وفي س، ب: «رواحل».