كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن عبد الملك الزيات ونسبه

صفحة 47 - الجزء 23

  فقلت عندي لك البشارة ... والشّكر وقلَّا في جنب حاجتيه

  ثم تخيّرت بعد ذاك من العص ... ب اليماني بفضل خبرتيه

  موشيّة لم أزل ببائعها ... أرغب حتى زها عليّ بيه

  / يرفع في سومه وأرغبه ... حتى التقى زهده ورغبتيه

  وقد أتاك الذي أمرت به ... فاعذر بكثر الإنعام قلَّتيه

  المعتصم يأخذ برذونه فيقول في ذلك شعرا:

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش، قال: حدّثنا محمد بن يزيد المبرّد، قال:

  كان لمحمد بن عبد الملك برذون أشهب لم ير مثله فراهة وحسنا، فسعى به محمد بن خالد حيلويه إلى المعتصم، ووصف له فراهته⁣(⁣١)، فبعث المعتصم إليه فأخذه منه، فقال محمد بن عبد الملك يرثيه:

  كيف العزاء وقد مضى لسبيله ... عنا فودّعنا الأحمّ الأشهب!⁣(⁣٢)

  دبّ الوشاة فأبعدوك وربّما ... بعد الفتى وهو الأحبّ الأقرب

  للَّه يوم نأيت عنّي ظاعنا ... وسلبت قربك أيّ علق أسلب

  نفس مفرقة أقام فريقها ... ومضى لطيّته فريق يجنب

  فالآن إذ كملت أداتك كلَّها ... ودعا العيون إليك لون معجب

  وأختير من سرّ الحدائد خيرها ... لك خالصا ومن الحليّ الأغرب

  وغدوت طنّان اللَّجام كأنما ... في كل عضو منك صنج يضرب

  وكأنّ سرجك إذ علاك غمامة ... وكأنما تحت الغمامة كوكب

  ورأى عليّ بك الصديق جلالة ... وغدا العدوّ وصدره يتلهّب

  أنساك لا زالت إذا منسيّة ... نفسي ولا زالت يميني تنكب⁣(⁣٣)

  / أضمرت منك اليأس حين رأيتني ... وقوى حبالي من قواك تقضّب

  ورجعت حين رجعت منك بحسرة ... للَّه ما فعل الأصمّ الأشيب⁣(⁣٤)

  ناظر له ناظر:

  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان - رضوان اللَّه عليه - قال: حدّثني محمد بن ناصح رحمة اللَّه عليه، قال:


(١) فراهته: حسنه ونشاطه.

(٢) الأحم الأشهب: الأسود.

(٣) كذا في ف و «الديوان». وفي سائر النسخ «منيته» وفي هج

«بمثلك تنكب»

(٤) كذا في ف و «الديوان» وفي سائر النسخ:

الأحم الأشيب

، والمراد به ذم محمد بن خالد.