أخبار محمد بن عبد الملك الزيات ونسبه
  يا ربّ إن كان ما أنشأت من عرب ... شروى أبي دلف فاسخط على العرب(١)
  إنّ التعصّب أبدى منك داهية ... كانت تحجّب دون الوهم بالحجب
  فأجابه علي بن جبلة:
  نبّهت عن سنة عينيك فاصطبر ... واسحب بذيلك هل تقفو على أثر؟(٢)
  / إن يرحض اللَّه عني عار مطَّلبي ... إليك رفدا ألا فانجد به وغر(٣)
  إني ودعواك أن تأتي بمكرمة ... كمنبض القوس عن سهم بلا وتر
  فاردد جفونك حسرى عن أبي دلف ... ولا ملامة أن تعشى عن القمر
  لا يسخطنّ امرؤ إن ذلّ من حسب ... فاللَّه أنزله في محكم السّور
  لم آت سوءا ولم أسخط على أحد ... إلَّا على طلبي في مجتدى عسر(٤)
  أقصر أبا جعفر عن سطوة جمحت ... إن لم تقصّر بها مالت إلى القصر
  فأجابه محمد بن عبد الملك:
  يأيّها العائبي ولم يرلي ... عيبا أما تنتهي فتزدجر!
  هل لك وتر لديّ تطلبه ... فأنت صلد ما فيك معتصر
  / فالحمد والمجد والثناء لنا ... وللحسود التّراب والحجر
  وهي طويلة يقول فيها:
  تعيش فينا ولا تلائمنا ... كما تعيش الحمير والبقر
  تغلي علينا الأشعار منك وما ... عندك نفع يرجّى ولا ضرر
  فارس ذا الفارس:
  أخبرني عمي | قال: حدّثني عمر بن نصر الكاتب، قال: حدّثني عمي عليّ بن الحسن بن عبد الأعلى، قال محمد:
  اجتاز بديع غلام عمير المأمونيّ بمحمد بن عبد الملك الزيات، وكان أحسن خلق اللَّه وجها، وكان محمّد يحبّه ويجنّ به جنونا فقال:
  راح علينا راكبا طرفه ... أغيد مثل الرشأ الآنس
  / قد لبس القرطق واستمسكت ... كفّاه من ذي برق يابس(٥)
(١) شروى: مثل، وفي هج «من أنشأنا» بدل «ما أنشأت».
(٢) كذا في ف، وفي س، ب: «نقفو»، ومعنى تقفو: تمحو.
(٣) في س، ب: «مطلبتي» بدل «مطلبي».
(٤) اجتذاه: سأله حاجة، والمراد هنا سؤال صعب النوال.
(٥) القرطق: القباء.