كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عنان

صفحة 67 - الجزء 23

  فقال لها:

  أريد هذا وأخشى ... على يدي منك غيره

  قال: فخجلت وقالت: تعست، وتعس من يغار عليك.

  تطارح أبا حنش:

  أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ: قال: حدّثنا عمر بن شبّة: قال: حدّثني أبو أحمد بن معاوية: قال:

  سمعت أبا حنش يقول: قال لي الناطفيّ: لو جئت إلى عنان فطارحتها⁣(⁣١)، فعزمت على الغدوّ، فبتّ ليلتين أحوك بيتين، ثم غدوت عليها فقلت:

  أحبّ الملاح البيض قلبي وربّما ... أحبّ الملاح الصّفر من ولد الحبش

  بكيت على صفراء منهنّ مرّة ... بكاء أصاب العين منّي بالعمش⁣(⁣٢)

  فقالت:

  بكيت عليها أنّ قلبي يحبّها ... وأنّ فؤادي كالجناحين ذو رعش

  تغنّيتنا بالشّعر لما أتيتنا ... فدونك خذه محكما يا أبا حنش

  هي أشعر الجن والإنس:

  أخبرني أحمد: قال: حدّثني عمر بن شبّة: قال: حدّثني أحمد بن معاوية: قال:

  سمعت مروان بن أبي حفصة يقول: لقيني الناطفيّ؛ فدعاني إلى عنان، فانطلقت معه، فدخل إليها قبلي، فقال لها: قد جئتك بأشعر الناس، مروان بن أبي حفصة، فوجدها عليلة، / فقالت له: إني عن مروان لفي شغل، فأهوى إليها بسوط⁣(⁣٣) فضربها به، وقال لي: ادخل، فدخلت وهي تبكي، فرأيت الدموع تنحدر من عينيها فقلت:

  بكت عنان فجرى دمعها ... كالدّرّ إذ يسبق من خيطه⁣(⁣٤)

  فقالت وهي تبكي:

  فليت من يضربها ظالما ... تيبس يمناه على سوطه⁣(⁣٥)

  فقلت: أعتق مروان ما يملك إن كان في الجنّ والإنس أشعر منها.

  تجيز ما لا يجاز:

  أخبرني الجوهريّ، قال: حدّثنا أبو زيد عن أحمد بن معاوية: قال:


(١) ف هج: «قال لي الناطفي هلم إلى عنان فطارحها».

(٢) في هج:

«في الدهر مرة»

بدل

«منهن مرة»

(٣) هج: «بسوطه» بدل «بسوط».

(٤) هج وهد: «يستن» بدل «يسبق».

(٥) هج:

«تجف يمناه»

بدل

«تيبس يمناه»