كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسن بن وهب

صفحة 80 - الجزء 23

  هطلتنا السماء هطلا دراكا ... عارض المرزمان فيها السّماكا⁣(⁣١)

  قلت للبرق إذا تألَّف فيها ... يا زناد السماء من أوراكا؟

  أحبيبا نأيته فبكاكا ... فهو العارض الَّذي استبكاكا

  أم تشبهت بالأمير أبي العبّ ... اس في جوده فلست كذاكا؟⁣(⁣٢)

  بينه وبين ابن الزيات:

  أخبرني عمي، قال: حدّثنا أبو العيناء، قال:

  طلب محمد بن عبد الملك الزيات الحسن بن وهب، وكان قد اصطبح مع بنات فكتب إليه: يا سيدي، أنا في مجلس بهيّ، وطعام هنيّ، وشراب شهيّ، وغناء رضيّ، أفأتحوّل عنه إلى كدّ الشقيّ، ووثبت بنات لتقوم، فردّها وكتب:

  ما بان عنك الذي بن ... ت عنه لا عاش بعدك

  إن لم يكن عنده الص ... بر والسّلوّ فعندك

  وما وجدته إلا ... عبد الرجاء وعبدك

  فاستلبها الرسول، ومضى بها إلى محمد، فوقّع فيها:

  أبا عليّ أراك الإ ... له في الأمر رشدك

  إن لم تكن عندي اليو ... م كنت بالشوق عندك

  فاهدم محلَّك عندي ... واجهد لذلك جهدك

  / فلست أزداد إلا ... رعاية لك ودّك

  وانعم بمن قلت فيها ... عبد الرجاء وعبدك

  أزيل نحسك فيها ... وأطلع اللَّه سعدك

  وردّ الرقعة إلى الحسن، فلما قرأها خجل، وحلف ألا يشرب النبيذ شهرا، ولا يفارق مجلس الوزير.

  آخر عهد ببنات:

  أخبرني عمي عن إبراهيم بن المدبّر، قال:

  ولدت بنات من مولاها ولدا وسمته بإبراهيم، فأبغضها الحسن بن وهب، وكتب إليها:

  نتج المهرة الهجان هجينا ... ثم سمّى الهجين إبراهيما⁣(⁣٣)


(١) المرزمان: نجمان في السماء مع الشعريين.

(٢) في هج:

«فكنت كذاكا»

(٣) الهجين: من أبوه؛ خير من أمه.