كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسن بن وهب

صفحة 81 - الجزء 23

  بخليل الرحمن سمّيت عبدا ... أم قريع الفتيان ذاك الكريما⁣(⁣١)

  وبعث بالبيتين إليها، وكان آخر عهده بها.

  بينه وبين أبي تمام:

  أخبرني الصولي قال: حدّثنا محمد بن موسى قال:

  كان الحسن بن وهب يعشق غلاما روميّا لأبي تمام، وكان أبو تمام يعشق غلاما خزريّا للحسن، فرأى أبو تمام يوما الحسن يعبث بغلامه، فقال له: واللَّه لئن أعتقت إلى الروم لنركضنّ إلى الخزر، فقال له الحسن: لو شئت لحكمتنا واحتكمت، فقال له أبو تمام: ما أشبّهك إلا بداود، ولا أشبّه نفسي إلا بخصيمه، فقال له: لو كان هذا منظوما حفظه، فأما المنثور فهو عارض لا حقيقة له، فقال أبو تمّام:

  أبا عليّ لصرف الدهر والغير ... وللحوادث والأيام والعبر

  / أعندك الشمس لم يحظ المغيب بها ... وأنت مضطرب الأحشاء للقمر

  أذكرتني أمر داود وكنت فتى ... مصرّف القلب في الأهواء والذّكر

  إن أنت لم تترك السير الحثيث إلى ... جآذر الرّوم أعنقنا إلى الخزر⁣(⁣٢)

  إن الغزال له منّي محلّ هوى ... يحلّ مني محلّ السمع والبصر

  وربّ أمنع منه جانبا وحمى ... أمسى ولكنّه مني على خطر⁣(⁣٣)

  جرّدت منه جنود العزم فانكشفت ... منه غيابتها عن تكَّة هدر

  سبحان من سبّحته كلّ جارحة ... ما فيك من طمحان الأير والنظر

  أنت المقيم فما تعدو رواحله ... وأيره أبا منه على سفر

  غلامه وغلام أبي تمام:

  قال الصوليّ: فحدّثني أحمد بن إسحاق، قال: حدّثني محمد بن إسحاق، قال: قلت لأبي تمام: غلامك أطوع للحسن بن وهب من غلام الحسن لك، قال: أجل واللَّه؛ لأنّ غلامي يجد عنده ما لا يجده غلامه عندي، وأنا أعطي غلامه قيلا وقالا، وهو يعطي غلامي ثيابا ومالا.

  ابن الزيات يتجسس عليه:

  أخبرني الصّوليّ: قال: حدّثني أبو الحسن الأنصاريّ، قال: حدّثني أبي. وحدّثني الفضل الكاتب المعروف بفنجاخ:


(١) في نسخة:

أعندك الشمس قد راقت مطالعها ... وأنت مشتغل الألحان بالقمر

(٢) جاذر: جمع جؤذر: ولد الظبي.

(٣) هج: «ومكثه» منّي على خطر.