كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسن بن وهب

صفحة 83 - الجزء 23

  أمر بعض النواحي، فتشاغل عن عشرة أبي تمام، فكتب إليه أبو تمام:

  قالوا جفاك فلا عهد ولا حبر ... ما ذا تراه دهاه؟ قلت: أيلول

  شهر كأنّ حبال الهجر منه فلا ... عقد من الوصل إلَّا وهو محلول

  فأجابه الحسن:

  ما عاقني عنك أيلول بلذّته ... وطيبه ولنعم الشهر أيلول

  لكن توقّع وشك البين عن بلد ... تحتلَّه ووكاء العين محلول

  اثنان في قرن:

  وقرأت فيه: كان بين الحسن بن وهب وبين الهيثم الغنويّ وأحمد بن أبي داود تباعد، فقال يهجوهما:

  /

  سألت أبي وكان أبي خبيرا ... بسكَّان الجزيرة والسوّاد

  فقلت لهم: أهيثم من غنيّ؟ ... فقال كأحمد بن أبي دواد

  فإن يك هيثم من جذم قيس ... فأحمد غير شكّ من إياد

  اعتذار قبول:

  أخبرني عمي: قال: حدّثني عمر بن نصر الكاتب، قال:

  كتب الحسن بن وهب إلى محمد بن معروف الواسطي يسأله أن يصير إليه فكتب إليه محمد:

  وقيتك كلّ مكروه بنفسي ... وبالأدنين من أهلي وجنسي

  أتأذن في التأخّر عنك يومي ... على أن ليس غيرك لي بأنس

  فأجابه الحسن بن وهب، فقال:

  أقم لا زلت تصبح في سرور ... وفي نعم مواصلة وتمسي

  فما لي راحة في حبس من لا ... أراه يكون محبوسا بحبسي

  وكان الحسن يومئذ معتقلا في مطالبة يطالب بها.

  وجدت في بعض الكتب بغير إسناد.

  صاحب غير مؤتمن:

  كان الحسن بن وهب يعشق بنات، جارية محمد بن حماد الكاتب، وكان له معها أخبار كثيرة، وكان لا يصبر عنها، فقدم الحسن بن إبراهيم بن رباح من البصرة، واتصل به خبرها، ووصفها له الحسن بن وهب، وصار به إليها، فأتمّ ليلته معها، ومرّت بينهما أعاجيب، ثم خالفه الحسن بن إبراهيم بن رباح، وخاتله في أمرها، فكتب إليه الحسن بن وهب:

  لا جميل ولا حسن ... خنت عهدي ولم أخن