أخبار الحسن بن وهب
  كملت إذ فعلت ... هذا أعاجيب الزّمن(٩)
  / فإلى اللَّه أشتكي ... ما بقلبي من الحزن
  ربّ شكوى من الصد ... يق إلى غير ذي شجن
  بأبي أنت يا حسن ... يا أخا الطول والمنن
  أيّ رأي أراك خت ... لي في الشاهين الأغن
  يتخطَّى إليه دو ... ني في حالك الدّجن
  فترى منه سنّة ... تتعالى عن السّنن
  مع كشفي لك الحد ... يث الذي عنك لم يصن
  واعتمادي زعمت م ... نك على أحصن الجنن
  وعلى خير صاحب ... وعلى خير ما سكن
  خجلي من إساءة ... فضحت حسن كلّ ظنّ
  ثم ممّن جرّت إلى ... من وفيمن وعند من؟
  إن تكن تلك هفوة ... فهي كالشئ لم يكن
  أو تكن بعت خلَّتي ... بمواف من الثمن
  درّة البحر من عدن ... ذخر سيف بن ذي يزن
  لم يكن قطَّ مثلها ... في معدّ ولا عدن
  فتغافل عن جوابه، وأقام على مواصلتها وسماعها وحظر عليها، فلم يكن الحسن بن وهب يلقاها، فغلظ ذلك عليه، وكتب إليها بهذه الأبيات:
  أنكرت معرفتي جعلت لك الفدا ... إنكار سيّدة تلاعب سيّدا
  أنا ذو(١) منعت جفونه أن ترقدا ... وتركته ليل التمام مسهّدا
  / وبريت لحم عظامه فتجرّدا ... وأزرت مضجعه النساء العوّدا
  أنا ذا فإن لم تعرفيني بعد ذا ... فأنا ابن وهب ذو السماحة والدّي
  أشكو إلى اللَّه الفؤاد المقصدا ... وجوى ثوى تحت الحشا متلدّدا
  وغريرة ما كنت من إشفاقها ... يوما وإن بعد التلاقي مسعدا
  يا ظبية في روضة موليّة ... جاد الربيع ترابها فتلبّدا
  هل تجزينّ الودّ منّي مثله ... أو تصدقين من المواعد موعدا؟
(١) ذو هنا اسم موصول، أي أنا الذي منعت.