كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أحمد بن يوسف

صفحة 92 - الجزء 23

  أنا رهن للمنايا ... بين إبرام ونقض

  من هوى ظبي غرير ... مونق المنظر غضّ

  ليتها جادت بتق ... بيل لخدّيها وعضّ

  إن عجزتم عن شراها ... لي بفرض أو بقرض

  فتمنّوا لي جميعا ... أنها قبر لبعضي

  له يطل والفضل بطل:

  أخبرني عمي: قال: حدّثنا الحسن بن عليل: قال:

  ذكر مسعود بن أبي بشر أنّ أحمد بن يوسف دخل يوما على الفضل بن سهل / أو أخيه في يوم دجن، فأطال مخاطبته، وكان أحمد / بن يوسف آنسا به، ففتح دواته وكتب إليه:

  صوت

  أرى غيما تؤلَّفه جنوب ... وأحسبه سيأتينا بهطل

  فوجه الرأي أن تدعو برطل ... فتشربه وتدعو لي برطل

  ودفعها إليه فقرأهما، وضحك، وقال: إن كان هذا عين الرأي قبلناه، ولم نردّه، ثم دعا بالطعام والشراب، فأتموا يومهم.

  الغناء في هذين البيتين للقاسم بن زرزور ثاني ثقيل بالوسطى.

  ومما يغنّي فيه من شعره:

  صوت

  يعشق محمد سعيد:

  صدّ عني محمد بن سعيد ... أحسن العالمين ثاني جيد

  ليس من جفوة يصدّ ولكن ... يتجنّى لحسنه في الصّدود

  الغناء فيه لزرزور خفيف رمل، ذكر ذلك إبراهيم بن القاسم بن زرزور عن أبيه، ومحمد بن سعيد هذا كان من أولاد الكتّاب بسرّ من رأى، وكان أحمد يتعشّقه.

  ومن شعره الذي يغنّى فيه:

  صوت

  كم ليلة فيك لا صباح لها ... أحببتها قابضا على كبدي

  قد غصّت العين بالدموع وقد ... وضعت خدّي على بنان يدي

  كأنّ قلبي إذا ذكرتكم ... فريسة بين ساعدي أسد