أخبار مرة ونسبه
  ويا ناعيي ليلى لجلَّت مصيبة ... بنا فقد ليلى لا أمرّت قواكما(١)
  ولا عشتما إلا حليفي بليّة ... ولا متّ حتى يشترى كفناكما
  فأشمت والأيام فيها بوائق ... بموتكما إني أحبّ رداكما
  وقال فيها أيضا:
  كأنك لم تفجع بشيء تعدّه ... ولم تصطبر للنائبات من الدهر(٢)
  ولم تر بؤسا بعد طول غضارة ... ولم ترمك الأيام من حيث لا تدري
  سقى جانبي راذان والساحة التي ... بها دفنوا ليلى ملثّ من القطر(٣)
  ولا زال خصب حيث حلَّت عظامها ... براذان يسقى الغيث من هطل غمر
  وإن لم تكلمنا عظام وهامة ... هناك وأصداء بقين مع الصخر(٤)
  وقال فيها:
  أيا قبر ليلى لا يبست ولا تزل ... بلادك تسقيها من الواكف الدّيم
  ويا قبر ليلى غيبت عنك أمها ... وخالتها والناصحون ذو والذّمم
  ويا قبر ليلى كم جمال تكنّه ... وكم ضمّ فيك من عفاف ومن كرم(٥)
  / وساق باقي الأبيات التي فيها الغناء:
  هل كان تزوجها:
  وحكى الهيثم بن عدي عن شيخ من بني نهد:
  أنّ مرة كان تزوجها، وكان مكتبه براذان، وأخرجها معه، ثم ضرب عليه البعث إلى خراسان، فخلَّفها عند شيخ من أهل منزله هناك، وأفرد لها الشيخ دارا كانت فيها، ومضى لبعثه، ثم قدم بعد حول، فلقي فتى من أهل راذان قبل وصوله إلى دارها، فسأله عنها، فقال: أترى القبر الذي بفناء الدار؟ قال: نعم، قال: هو واللَّه قبرها، فجاء، فأكبّ عليه يبكي، ويندبها، وترك مكتبه، ولزم / قبرها يغدو ويروح إليه، حتى لحق بها.
  صوت
  بأبي أنت يا بن من ... لا أسمّي لبعض ما
  يا شبيه الهلال مث ... لك في الأفق أنجما
  راقب اللَّه في أس ... يرك إن كنت مسلما
  الشعر لعليّ بن أمية والغناء لعمر الميداني رمل مطلق.
(١) في هج: «تجلت» بدل «لجلت»، وأمرت: اشتدت.
(٢) في ف: «تغره» بدل «تعده».
(٣) ملث: دائم شديد الهطل.
(٤) في هج: «من الصخر».
(٥) في هد، هج: «وكم حزت فيها».