أخبار عمر الميداني
  فوجدته في الصدر جالسا، وخلفه ستارة. وعن يمينه مخارق وعن يساره علَّويه. فقال لي: أنت عمر الميداني؟
  فقلت: نعم. فقال: أأكلت؟ فقلت: نعم قال: هاهنا أو في منزلك؟ فقلت: بل هاهنا، قال: أحسنت، فغنّ بصوتك الذي صنعته فيّ:
  يا شبيه الهلال كلَّل في الأفق أنجما
  وهو رمل مطلق، فغنّيته فضرب الستارة. وقال: قولوه أنتم، فقالوه، فقال: لمخارق وعلَّوية: كيف تسمعان؟
  فقالا: هذا واللَّه ذا. وذا ذاك، فرددته مرارا. وشرب عليه. وقال لي: أنا اليوم / على خلوة ولك عليّ دعوات، فانصرف اليوم بسلام. فخرجت ودفع إليّ الغلام خمسة آلاف درهم. فهي هذه، واللَّه لا استأثرت عليكم منها بدرهم. فلم نزل عنده نقصف حتى نفدت.
  صوت
  أمين الخالق الباري ... وراعى كلّ مخلوق
  أدر راحك في المعشو ... ق من راحة معشوق(١)
  الشعر لأبي أيوب سليمان بن وهب. والغناء للقاسم بن زرزور ثقيل أول بالبنصر من جامع غنائه المأخوذ عن أبيه أبي القاسم عبيد اللَّه بن القاسم.
(١) في م، أ: «بالمعشوق».