أخبار أبان بن عبد الحميد ونسبه
  وقال فيه أيضا:
  (١)
  قيان أبي النضير مثلَّجات ... غناء مثل شعر أبي النضير
  فلا همدان حين نصيف نبغي ... ولا الماهين(٢) أيام الحرور
  ولا نبغي بقرميسين(٢) روحا ... ولا نبلى البغال من المسير
  (١) فإن رمت الغناء لديه فاصبر ... إذا ما جئته للرّمهرير
  يهجو المعذل:
  أخبرني محمد بن يحيى: قال: حدّثنا أبو خليفة وأبو ذكوان والحسن بن عليّ النّهدي: قالوا:
  كان المعذّل بن غيلان المهري يجالس عيسى بن جعفر بن المنصور، وهو يلي حينئذ إمارة البصرة من قبل الرشيد، فوهب للمعذّل(٣) بن غيلان له بيضة عنبر وزنها أربعة أرطال، فقال أبان بن عبد الحميد:
  أصلحك اللَّه وقد أصلحا ... إني لا آلوك أن أنصحا
  علام تعطي منوي عنبر ... وأحسب الخازن قد أرجحا
  من ليس من قرد ولا كلبة ... أبهى ولا أحلى ولا أملحا
  (٤) رسول يأجوج أتى عنهم ... يخبر أن الروم قد أقبحا
  ما بين رجليه إلى رأسه ... شبر فلا شبّ ولا أفلحا(٥)
  على باب الفضل بن يحيى:
  أخبرني الصوليّ: قال: حدّثنا أبو العيناء: قال: حدّثني الحرمازيّ: قال:
  خرج أبان بن عبد الحميد من البصرة طالبا للاتصال بالبرامكة، وكان الفضل بن يحيى غائبا، فقصده، فأقام ببابه مدة مديدة لا يصل إليه فتوسّل إلى من وصّل(٦) له شعرا إليه، وقيل: إنه توسل إلى بعض بني هاشم ممّن شخص مع الفضل، وقال له:
  يا غزير الندى ويا جوهر الجو ... هر من آل هاشم بالبطاح
  إنّ ظنّي وليس يخلف ظنّي ... بك في حاجتي سبيل النجاح
  إن من دونها لمصمت باب ... أنت من دون قفله مفتاحي
  تاقت النفس يا خليل السّماح ... نحو بحر الندى مجاري الرياح
(١ - ١) تكملة من ف، هج.
(٢) همذان، الماهين، قرميسين: بلاد فارسية معروفة.
(٣) ب: «فوهب المعذل». والمثبت من ف.
(٤ - ٤) التكملة من هج.
(٥) في ف:
«شبرن لا شب»
(٦) في ف: «بمن أوصل».