كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبان بن عبد الحميد ونسبه

صفحة 118 - الجزء 23

  فحيّ ابن عمرو فاخرون بقوسه ... وأسهمه حتى يغلَّب⁣(⁣١) من غلب

  قال أبو قلابة: فقال المعذّل في جواب ذلك:

  رأيت أبانا يوم فطر مصلَّيا ... فقسّم فكري واستفزني الطرب

  وكيف يصلَّي مظلم القلب، دينه ... على دين ماني إنّ ذاك من العجب

  يهجو أبا النضير:

  أخبرني محمد بن يحيى: قال: حدّثنا عون بن محمد الكنديّ: قال:

  كان لأبي النّضير حوار يغنّين، ويخرجن إلى جلَّة أهل البصرة، وكان أبان بن عبد الحميد يهجوه بذلك، فمن ذلك قوله:

  غضب الأحمق إذ مازحته ... كيف لو كنا ذكرنا الممرغة⁣(⁣٢)

  أو ذكرنا أنه لاعبها ... لعبة الجدّ بمزح الدغدغه⁣(⁣٣)

  سوّد اللَّه بخمس وجهه ... دغن أمثال طين الردغه⁣(⁣٤)

  خنفساوان وبنتا جعل ... والتي تفترّ عنها وزغه

  يكسر الشّعر وإن عاتبته ... في مجال قال: هذا في اللغة⁣(⁣٥)

  وأنشدني عمي: قال: أنشدني الكرانيّ: قال: أنشدني أبو إسماعيل اللاحقي لجدّه أبان في هجاء أبي النّضير، [وأخبرني الصوليّ أنه وجدها بخط الكراني]⁣(⁣٦):

  إذا قامت بواكيك ... وقد هتّكن أستارك

  أيثنين على قبر ... ك أم يلعنّ أحجارك؟

  وما تترك في الدنيا ... إذا زرت غدا نارك؟

  ترى في سقر المثوى ... وإبليس غدا حارك⁣(⁣٧)

  لمن تترك زقّيك ... ودنّيك وأوتارك

  / وخمسا من بنات اللي ... ل قد ألبسن أطمارك

  تعالى اللَّه ما أقبح ... إذ ولَّيت أدبارك⁣(⁣٨)


(١) ف: «تغالب».

(٢) س، ب: «المزدغة»، والكلمة: كناية عن السقوط والفسق.

(٣) الدغدغة: الزغزغة.

(٤) دغن: سود، جمع دغناء، وأمثال طين الردغة أي سام أبرص، وفي ف: رعن.

(٥) في م، أو في س، ب «محال» بدل «مجال» وفي هج: «قال في هذا لغة».

(٦) زيادة عن ف.

(٧) في ف: «يرى» بدل «غذا».

(٨) في ف هج:

«لقياك وإدبارك»

بدل

«إذ وليت أدبارك»