أخبار أبان بن عبد الحميد ونسبه
  فحيّ ابن عمرو فاخرون بقوسه ... وأسهمه حتى يغلَّب(١) من غلب
  قال أبو قلابة: فقال المعذّل في جواب ذلك:
  رأيت أبانا يوم فطر مصلَّيا ... فقسّم فكري واستفزني الطرب
  وكيف يصلَّي مظلم القلب، دينه ... على دين ماني إنّ ذاك من العجب
  يهجو أبا النضير:
  أخبرني محمد بن يحيى: قال: حدّثنا عون بن محمد الكنديّ: قال:
  كان لأبي النّضير حوار يغنّين، ويخرجن إلى جلَّة أهل البصرة، وكان أبان بن عبد الحميد يهجوه بذلك، فمن ذلك قوله:
  غضب الأحمق إذ مازحته ... كيف لو كنا ذكرنا الممرغة(٢)
  أو ذكرنا أنه لاعبها ... لعبة الجدّ بمزح الدغدغه(٣)
  سوّد اللَّه بخمس وجهه ... دغن أمثال طين الردغه(٤)
  خنفساوان وبنتا جعل ... والتي تفترّ عنها وزغه
  يكسر الشّعر وإن عاتبته ... في مجال قال: هذا في اللغة(٥)
  وأنشدني عمي: قال: أنشدني الكرانيّ: قال: أنشدني أبو إسماعيل اللاحقي لجدّه أبان في هجاء أبي النّضير، [وأخبرني الصوليّ أنه وجدها بخط الكراني](٦):
  إذا قامت بواكيك ... وقد هتّكن أستارك
  أيثنين على قبر ... ك أم يلعنّ أحجارك؟
  وما تترك في الدنيا ... إذا زرت غدا نارك؟
  ترى في سقر المثوى ... وإبليس غدا حارك(٧)
  لمن تترك زقّيك ... ودنّيك وأوتارك
  / وخمسا من بنات اللي ... ل قد ألبسن أطمارك
  تعالى اللَّه ما أقبح ... إذ ولَّيت أدبارك(٨)
(١) ف: «تغالب».
(٢) س، ب: «المزدغة»، والكلمة: كناية عن السقوط والفسق.
(٣) الدغدغة: الزغزغة.
(٤) دغن: سود، جمع دغناء، وأمثال طين الردغة أي سام أبرص، وفي ف: رعن.
(٥) في م، أو في س، ب «محال» بدل «مجال» وفي هج: «قال في هذا لغة».
(٦) زيادة عن ف.
(٧) في ف: «يرى» بدل «غذا».
(٨) في ف هج:
«لقياك وإدبارك»
بدل
«إذ وليت أدبارك»