أخبار مروان بن أبي حفصة الأصغر
  الصّهر ليس بوارث ... والبنت لا ترث الإمامة
  لو كان حقكم لهم ... قامت على الناس القيامة
  أصبحت بين محبّكم ... والمبغضين لكم علامه
  فحشا المتوكَّل فمه بجوهر لا يدرى ما قيمته.
  وحدّثني أحمد بن جعفر جحظة قال: أنشد أبو السّمط المتوكل قوله:
  إني نزلت بساحة المتوكل ... ونزلت في أقصى ديار الموصل
  فقال الفتح بن خاقان: فإذا كانا متباعدين هكذا فمن كان الرسول؟
  نقد أبو العنبس الصيمري شعرا له فتهاجرا:
  فقال أبو العنبس الصيّمريّ: كانت له طيور هدّى(١) تحمل إليها كتبه، فضحك المتوكل حتى ضرب برجله الأرض وأجزل صلة الصّيمري ولم يعط أبا السّمط شيئا، فماتا متهاجرين(٢).
  مدح المتوكل وولاة عهده فوهبه مالا وثيابا:
  أخبرني عمي والحسن بن علي قالا: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال:
  حدّثنا حمّاد بن أحمد البنيّ قال: أخبرني أبو السّمط مروان بن أبي الجنوب قال:
  لما صرت إلى المتوكل على اللَّه ومدحته ومدحت ولاة العهود الثلاثة، وأنشدته ذلك في قولي:
  سقى اللَّه نجدا والسّلام على نجد ... ويا حبذا نجد على النّأي والبعد
  نظرت إلى نجد وبغداد دونها ... لعليّ أرى نجدا وهيهات من نجد!
  بلاد بها قوم هواهم زيارتي ... ولا شيء أشهى من زيارتهم عندي
  بين المتوكل وخالد بن يزيد الكاتب:
  فلما استتممتها(٣) أمر لي بمائة ألف درهم وخمسين ثوبا من خاص ثيابه.
  أخبرني عليّ بن أبي العباس بن أبي طلحة قال: حدّثني إبراهيم بن محمد أبو إسحاق قال:
  حدّثني خالد بن يزيد الكاتب قال: دعاني المتوكل ليلة وقد غنّى بين يديه عمر الطنبوري في قولي:
  يا مقلتيّ قتلتماني ... فبقيت رحمة من يراني
  من ذا ألوم وأنتما ... بيد الهوى أسلمتماني
(١) «الأغاني» ١٢: ٨٦: «كان له حمام هدى» وجاء في الهامش: الحمام الهداء: ضرب من الحمام يدرب على السفر من مكان إلى مكان فيرسل من أمكنة بعيدة فيذهب إلى حيث يراد منه أن يذهب، الواحد هاد، والجمع: هدى وهداء.
(٢) سبق الخبر في الجزء الثاني عشر: ٨٦ مع اختلاف في الرواية.
(٣) «المختار»: «فلما فرغت منها أمر لي بمائة عشرين ألف درهم، وخمسين ثوبا، وثلاثة من الظهر: فرس، وبغلة، وحمار»، وانظر «الأغاني» الجزء ١٢: ٨١ ط دار الكتب فللخبر بقية.