كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب القطامي وأخباره

صفحة 202 - الجزء 24

  العزيز⁣(⁣١)، فقيل له: إن الشعر لا ينفق عند هذا⁣(⁣٢) ولا يعطي عليه⁣(⁣٣) شيئا، وهذا عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك⁣(⁣٤) فامتدحه، فمدحه، بقصيدته التي أوّلها⁣(⁣٥):

  /

  إنّا محيّوك فاسلم أيها الطَّلل ... وإن بليت وإن طالت بك الطَّيل⁣(⁣٦)

  فقال له: كم أمّلت من أمير المؤمنين؟ قال: أمّلت أن يعطيني ثلاثين ناقة. فقال: قد أمرت لك بخمسين ناقة موقرة⁣(⁣٧) برّا وتمرا وثيابا، ثم أمر بدفع⁣(⁣٨) ذلك إليه.

  وفي أوّل هذه القصيدة غناء نسبته:

  صوت

  إنّا محيّوك فاسلم أيّها الطَّلل ... وإن بليت وإن طالت بك الطَّيل

  يمشين⁣(⁣٩) رهوا⁣(⁣١٠) فلا الأعجاز خاذلة ... ولا الصّدور على الأعجاز تتّكل

  الغناء لسليم، هزج بالبنصر. وقيل: إنه لغيره.

  أشعر الناس

  أخبرني ابن عمّار قال: حدّثنا محمد بن عبّاد / قال: قال أبو عمرو الشّيبانيّ: لو قال القطاميّ بيته⁣(⁣١١):

  يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ... ولا الصدور على الأعجاز تتّكل

  في صفة النساء⁣(⁣١٢) لكان أشعر الناس.

  / ولو قال كثيّر:

  فقلت لها: يا عزّ كلّ مصيبة ... إذا وطَّنت يوما لها النفس ذلَّت⁣(⁣١٣)


(١) في «التجريد»: بدأ الخبر هكذا، وذكر أن القطامي قدم الشام مادحا عمر بن عبد العزيز ¥ فقيل له ...

(٢) «التجريد»: «عنده».

(٣) «عليه»: من «المختار».

(٤) «ابن عبد الملك»: من «التجريد».

(٥) ج، س: «فامدحه فمدحه بقصيدة قال»:

(٦) «الديوان ١». والطيل: الدهر. وقد أورد البيت التالي في «المختار» بعد هذا البيت، وهو وارد فيما بعد في الصوت.

(٧) «المختار»: «وأن توقر لك».

(٨) «المختار»: «ثم دفع ذلك إليه». وفي «التجريد». «ثم أمر فدفع».

(٩) الضمير في يمشين عائد على الهجان أي النوق الكرام في بيت سابق، وهو:

ينضي الهجان التي كانت تكون بها ... عرضية وهباب حين ترتحل

(١٠) في «المختار والتجريد»: زهوا، وهي إحدى الروايات. ورواية «الديوان ٤» كما هنا، والرهو: مصدر رها يرهو في السير أي رفق، وقد أورد الجوهري البيت في «الصحاح» (رها) شاهدا على هذا المعنى.

وفي نسخة س: «هونا».

(١١) س: «في بيته».

(١٢) ج: «الناس».

(١٣) «ديوان كثير»: ٩٧.