كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب القطامي وأخباره

صفحة 201 - الجزء 24

  القدّ⁣(⁣١) من الجوع، قال: ومن هؤلاء ويحك؟ قالت: محارب، ولم تقره، فبات عندها بأسوأ ليلة، فقال فيها قصيدة أوّلها⁣(⁣٢):

  نأتك بليلى نيّة لم تقارب ... وما حبّ ليلى من فؤادي بذاهب

  يقول فيها:

  ولا بدّ أنّ الضيف يخبر ما رأى ... مخبّر أهل أو مخبّر صاحب⁣(⁣٣)

  سأخبرك الأنباء⁣(⁣٤) عن أمّ منزل ... تضيّفتها بين العذيب⁣(⁣٥) فراسب⁣(⁣٦)

  تلَّفعت⁣(⁣٧) في طلّ وريح تلفّني ... وفي طرمساء⁣(⁣٨) غير ذات كواكب

  / إلى حيزبون توقد النار بعد ما ... تلفّعت الظَّلماء من كلّ جانب

  تصلَّى بها برد العشاء⁣(⁣٩) ولم تكن ... تخال وميض⁣(⁣١٠) النّار يبدو لراكب

  فما راعها إلا بغام مطيّة⁣(⁣١١) ... تريح بمحسور من الصوّت لاغب

  تقول وقد قربت كوري وناقتي ... إليك فلا تذعر عليّ ركائبي

  فلمّا تنازعنا الحديث سألتها: ... من الحيّ؟ قالت: معشر من محارب

  من المشتوين⁣(⁣١٢) القدّ ممّا تراهم ... جياعا وريف الناس⁣(⁣١٣) ليس بعازب⁣(⁣١٤)

  فلمّا بدا حرمانها الضّيف لم يكن ... عليّ مناخ السّوء ضربة لازب

  يمدح عبد الواحد بن سليمان

  قال أبو عمرو بن العلاء:

  أول ما حرّك من القطاميّ ورفع من ذكره أنه قدم في خلافة الوليد بن عبد الملك دمشق ليمدحه، فقيل له: إنّه بخيل لا يعطي الشّعراء. وقيل: بل قدمها في خلافة عمر بن عبد


(١) القد (بفتح القاف): جلد ولد الشاة ساعة يولد ويشوى ويؤكل في الجدب.

(٢) القصيدة في «الديوان ٤٩».

(٣) «الديوان ٥١»: والشعر والشعراء «٧٢٥:

«مخبر ما رأى»

، وضبط في «الديوان والمختار»: مخبر أهل أو مخبر بكسر الياء المشددة وبرفع آخرهما. وفي «الشعر والشعراء» بفتح الباء ورفع الآخر. وفي «المختار». ما جرى بدل ما رأى.

(٤) «الديوان ٥١»

«سأخبر بالانباء»

، وبعده: ويروى: لمخبرك الأنباء، وهذه الرواية الأخيرة في «الشعر والشعراء ٧٢٥».

(٥) «معجم البلدان»: العذيب: ماء بين القادسية والمغيثة.

(٦) «معجم البلدان»: راسب: أرض في شعر القطامي.

(٧) «الشعر والشعراء»: «تقنعت»، وفي «الديوان» كما هنا.

(٨) الطرمساء: الظلمة الشديدة، وقد يوصف بها فيقال: ليلة طرمساء وليال طرمساء: شديدة الظلمة. «اللسان».

(٩) س: «برد الشتاء».

(١٠) «الديوان ٥١»: «وبيص النار».

(١١) «الشعر والشعراء» ٧٢٥ «:» مطيتي.

(١٢) «الشعر والشعراء»:

«من المشترين»

(١٣) س:

«ورين الناس»

، ولعله من أران الناس، أي هلكت ماشيتهم.

(١٤) «الديوان ٥٢ والشعر والشعراء ٧٢٦»: «بناضب».