كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب القطامي وأخباره

صفحة 223 - الجزء 24

  صوت

  يا بن الذين سما كسرى لجمعهم ... فجلَّلوا وجهه قارا بذي قار⁣(⁣١)

  دوّخ خراسان بالجرد العتاق وبا ... لبيض الرّقاق بأيدي كلّ مسعار⁣(⁣٢)

  الشّعر لأبي نجدة - واسمه لجيم⁣(⁣٣) بن سعد - شاعر من⁣(⁣٤) بني عجل.

  أخبرني بذلك جماعة من أهله / وكان أبو نجدة هذا مع أحمد بن عبد العزيز بن دلف بن أبي دلف، منقطعا إليه.

  والغناء لكنيز دبّة⁣(⁣٥)، ولحنه فيه خفيف⁣(⁣٦) بالبنصر، ابتداؤه نشيد.

  مناسبة قوله هذا الشعر

  وكان سبب قوله هذا الشعر أنّ قائدا من قوّاد أحمد بن عبد العزيز التجأ⁣(⁣٧) إلى عمرو بن اللَّيث، وهو يومئذ بخراسان، فغمّ ذلك أحمد وأقلقه⁣(⁣٨)، فدخل عليه أبو نجدة، فأنشده هذين البيتين، وبعدهما:

  يا من تيمّم عمرا يستجير به ... أما سمعت ببيت فيه سيّار⁣(⁣٩)

  / المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرّمضاء بالنّار⁣(⁣١٠)

  فسرّ أحمد بذلك، وسرّي عنه⁣(⁣١١)، وأمر لأبي نجدة بجائزة، وخلع عليه وحمله، وغنّى⁣(⁣١٢) فيه كنيز لحنه هذا⁣(⁣١٣)، وهو لحن حسن مشهور في عصرنا هذا، فأمر لكنيز أيضا بجائزة، وخلع عليه وحمله.

  سمعت أبا عليّ محمد بن المرزبان يحدّث أبي | بهذا على سبيل المذاكرة، وكانت بيننا وبين آل المرزبان مودّة قديمة وصهر.


(١) راجع الهامش الأول في ذكر نسب القطامي وأخباره، عن موقع هذا الصوت في النسخ وقوله: لجمعهم، في خد: بجمعهم.

وذوقار: ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفة، وبه كانت الوقعة المشهورة بين بكر بن وائل والفرس.

(٢) الجرد جمع أجرد، وهو الفرس القصير الشعر - وكذلك غيره من الدواب، وذلك من علامات العتق والكرم. والمسعر والمسعار:

الشجاع موقد الحرب.

(٣) ج، س: لحيم. والصواب بالجيم.

(٤) التجريد: شاعر بني عجل.

(٥) خد، ف: لكثير دبة.

(٦) خد، ف: خفيف ثقيل.

(٧) خد: هرب.

(٨) ف: فغم ذلك وأقلق أحمد.

(٩) بدأ في التجريد ٢٤٤٥ بالبيت الثاني.

(١٠) عمرو في البيت الأول هو عمرو بن الليث المذكور في المتن، وعمرو في البيت الثاني هو عمرو بن الحارث الذي كان مع جساس بن مرة عند قتل كليب بن ربيعة، فطلب منه كليب أن يغيثه بشربة ماء فأبى فانصرف عنه، ثم طلب من عمرو أي يغيثه بشربة ماء فنزل إليه فأجهز عليه فقيل هذا البيت (راجع «الفاخر» للمفضل بن سلمة: ٩٤).

(١١) ج: وسرى بأبي نجدة عنه.

(١٢) خد: بجائزة وغنى.

(١٣) «لحنه هذا»: لم ترد في ج بل جاء فيها: غنى فيه كنيز وخلع عليه وحمله.