كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب القطامي وأخباره

صفحة 222 - الجزء 24

  جعلت تميل خدودها آذانها ... طربا بهنّ إلى حداء السّوّق⁣(⁣١)

  كالمنصتات إلى الزّمير⁣(⁣٢) سمعنه ... من رائع لقلوبهنّ مشوّق

  فإذا نظرن إلى الطَّريق رأينه ... لهقا كشاكلة الحصان الأبلق⁣(⁣٣)

  وإذا تخلَّف بعدهنّ لحاجة ... حاد يشسّع نعله لم يلحق⁣(⁣٤)

  / وإذا يصيبك - والحوادث جمّة - ... حدث حداك إلى أخيك الأوثق⁣(⁣٥)

  ليت الهموم عن الفؤاد تفرّجت ... وخلا التّكلَّم للَّسان المطلق⁣(⁣٦)

  قال: فقال عبد الملك بن مروان: ثكلت القطاميّ أمّه، هذا واللَّه الشّعر، قال: فالتفت إليّ الأخطل فقال لي⁣(⁣٧): يا شعبيّ، إن لك فنونا في الأحاديث، وإنما لنا فنّ واحد، فإن رأيت ألَّا تحملني على أكتاف قومك فأدعهم حربي⁣(⁣٨) فقلت: وكرامة⁣(⁣٩)، لا أعرض لك في شعر أبدا، فأقلني هذه⁣(⁣١٠) المرّة.

  ثم التفتّ إلى عبد الملك بن مروان، فقلت: يا أمير المؤمنين: أسألك أن تستغفر لي الأخطل، فإني لا أعاود ما يكره، فضحك عبد الملك بن مروان وقال: يا أخطل إن الشّعبيّ في جواري، فقال: يا أمير المؤمنين: قد بدأته بالتحذير، وإذا ترك ما نكره لم نعرض له إلا بما يحب. فقال عبد الملك بن مروان للأخطل: فعليّ ألَّا يعرض لك إلا بما تحبّ أبدا، فقال له الأخطل: أنت تتكفّل بذلك يا أمير المؤمنين؟ قال عبد الملك بن مروان: أنا أكفل به، إن شاء اللَّه تعالى.


وفي «الديوان»:

فإذا سمعن هماهما من رفقة

والهماهم: جمع همهمة وهي ترديد الصوت في الصدر.

(١) في «الديوان ٣٣» بعد هذا البيت رواية أخرى لأبي نصر، هي:

كانت خدود هجانهن ممالة ... أنقابهن إلى حداء السوق

الأنقاب: جمع نقب (بفتح النون والقاف) أي أذن.

وفي س: إلى حداة. وفي ج: حدات بدل حداء.

(٢) س: إلى زئير. وفي ج بياض مكان كلمة الزمير.

ورواية «الديوان»: كالمنصتات إلى الحديث، وفي «الأغاني ١١/ ٢٤ من طبعة دار الكتب»: كالمنصتات إلى الغناء.

(٣) «الأغاني ١١/ ٢٤ من طبعة دار الكتب»: وإذا، وفي «الديوان ٣٤»: وإذا لحظن. واللهق: الأبيض الذي ليس بذي بريق. والشاكلة: الخاصرة.

(٤) ج: يشعشع بدل: يشع أي يجعل لها شعا، وهو سير يدخل بين الإصبعين ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل.

(٥) في «الديوان ٣٦»: وإذا أصابك. وجواب إذا في بيت تال لم يرد في «الأغاني» وهو:

فهم الرجال وكل ذلك منهم ... تجدن في رحب وفي متضيق

(٦) في «الديوان ٣٤»:

لئن الهموم، بدل: ليت الهموم.

وجواب القسم في بيت تال في «الديوان» لم يرد هنا وهو:

لأعلقن على المطي قصائدا ... أذر الرواة بها طويلي المنطق

(٧) س: فقا له.

(٨) في «الأغاني ١١ - ٢٥ من طبعة دار الكتب» فأدعهم حرضا أي أجعلهم أرذل الناس. حربي هنا جمع حرب وهو من اشتد غضبه.

(٩) وكرامة: لم ترد في رواية الجزء الحادي عشر.

(١٠) في «الأغاني ١١ - ٢٥ من طبعة دار الكتب»: «في هذه».