كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الغريض وأخباره

صفحة 601 - الجزء 2

  تشرّب لون الرّازقيّ⁣(⁣١) بياضه ... أو الزعفران خالط المسك رادعه

  فجعل يغنّيه مقبلا ومدبرا حتى التوت عنقه وخرّ صريعا، وما رفعناه إلَّا ميّتا، وظننّا أنّ فالجا عاجله. قال إسحاق وحدّثني ابن الكلبيّ عن أبي مسكين قال: إنما نهته الجنّ أن يتغنّى بهذا الصوت، فلمّا أغضبه مواليه تغنّاه فقتلته الجنّ في ذلك.

  نسبة هذه الأصوات

  صوت

  منها:

  جرى دمعي فهيّج لي شجونا ... فقلبي يستجنّ⁣(⁣٢) به جنونا

  أأبكي للفراق وكلّ حيّ ... سيبكي حين يفتقد القرينا

  فإن تصبح طليحة⁣(⁣٣) فارقتني ... ببين فالرزيّة أن تبينا

  فقد بانت بكرهي يوم بانت ... مفارقة وكنت بها ضنينا

  الشعر لزهير، والغناء للغريض عن حبش. وقيل: إنه لدحمان. وفيه لأبي الورد خفيف رمل بالوسطى [عن حبش والهشاميّ]⁣(⁣٤).

  انقضت أخبار الغريض.

  ومنها:

  صوت من المائة المختارة في رواية جحظة

  لقد حثّوا الجمال ليه ... ربوا منّا فلم يئلوا

  على آثارهنّ مق ... لَّص⁣(⁣٥) السّربال معتمل

  وفيهم قلبك المتبو ... ل بالحسناء مختبل⁣(⁣٦)

  مخفّفة بحمل حما ... ئل الدّيباج والحلل⁣(⁣٧)


(١) الرازقيّ: يقال على ثياب الكتان البيض، وقيل: الرازفيّ: الكتان نفسه، ويقال على ضرب من عنب الطائف أبيض اللون.

(٢) في ط: «يستحنّ به حنينا» وقد تقدّمت الإشارة إلى ذلك في الحاشية رقم ٢ ص ٤٠٠ من هذا الجزء.

(٣) في ط: «ظليمة».

(٤) الزيادة عن ح.

(٥) مقلص السربال: مشمره، يقال: قلص قميصه أي شمره ورفعه. والمعتمل: الذي يعمل بنفسه.

(٦) المختبل: الذي اختبل عقله أي جنّ، وقد خبله الحزن واختبله.

(٧) في هذا البيت إقواء، وهو اختلاف حركة الرويّ.