كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه

صفحة 264 - الجزء 24

  فلو لا قريش لاسترقّت عجوزكم ... وطال على قطبي رحاها احتزامها⁣(⁣١)

  قال: فأمر له عبد الملك بما فاته من العطاء⁣(⁣٢)، ومثله صلة⁣(⁣٣) من ماله، وكساه وحمله.

  يرثي أبا خالد وهو حي

  ونسخت من كتاب أبي سعيد السّكَّريّ، عن محمد بن حبيب، عن ابن الأعرابي وأبي عبيدة⁣(⁣٤) قالا:

  كان أبو صخر الهذليّ منقطعا إلى أبي خالد عبد العزيز بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد⁣(⁣٥)، مدّاحا له، فقال له يوما: ارثني يا أبا صخر، وأنا حيّ⁣(⁣٦)، حتى⁣(⁣٧) أسمع كيف تقول، وأين مراثيك لي بعدي من مديحك⁣(⁣٨) إيّاي في حياتي؟.

  فقال: أعيذك باللَّه أيّها الأمير من ذلك⁣(⁣٩)، بل يبقيك اللَّه⁣(⁣١٠) ويقدّمني قبلك، فقال: ما من ذلك بدّ. قال:

  فرثاه بقصيدته⁣(⁣١١) التي يقول فيها:

  /

  أبا خالد نفسي وقت نفسك الرّدى ... وكان بها من قبل عثرتك العثر⁣(⁣١٢)

  لتبكك يا عبد العزيز قلائص ... أضرّ بها نصّ الهواجر والزّجر⁣(⁣١٣)

  سمون بنا يجتبن كلّ تنوفة ... تضلّ بها عن بيضهنّ القطا الكدر⁣(⁣١٤)

  فما قدمت حتى تواتر سيرها ... وحتى أنيخت وهي ظالعة دبر⁣(⁣١٥)


فإن تبد أو تستخف تغض على أذى ... ويخطفك نابا ...

(١) هذا البيت هو رقم ٢٧ في «شرح أشعار الهذليين» وما قبله ٢٩ وما قبله ٣٠.

(٢) «المختار»: «من عطائه».

(٣) «المختار»: «ووصله بمثله من ماله».

(٤) خد، ف: «عن أبي عبيدة وابن الأعرابي».

(٥) خد: «إلى أبي خالد عبد العزيز بن أسيد». ف: «إلى أبي خالد بن عبد العزيز».

(٦) ف: «ارثني وأنا حي يا أبا صخر».

(٧) «حتى»: لم تذكر في «المختار».

(٨) «المختار»: «مدحك».

(٩) «من ذلك»: لم ترد في «المختار».

(١٠) «اللَّه»: من خد، ف.

(١١) القصيدة في «شرح أشعار الهذليين» ٩٥٠ ومطلعها:

عفا سرف من جمل فالمرتمى قفر ... فشعب فأدبار الثنيات فالغمر

وتقع في ٢٩ بيتا. واقتصر أبو الفرج هنا على الأبيات من ١٩ إلى ٢٩.

(١٢) خد، ف: تقي. بدل: وقت.

(١٣) الشطر الثاني في «شرح أشعار الهذليين»

أضر بها طول المنصة والرجر

(١٤) في «المختار»: يحثثن، بدل: يجتبن.

والتنوفة: الأرض التي لا ماء بها ولا أنيس، أو هي الفلاة الواسعة المتباعدة ما بين الأطراف.

(١٥) في «المختار»: طالعة (بالمهملة) وفي «شرح أشعار الهذليين»: داهفة، بدل: ظالعة. والداهف: المعيي. وفيه: ويروى: زاهقة، أي رقيقة المخ.