أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه
  ولولا يقيني أنّما الموت عزمة ... من اللَّه حتى يبعثوا للمحاسب(١)
  لقلت له فيما ألمّ برمسه: ... هل أنت غدا غاد معي فمصاحبي
  / وماذا ترى في غائب لا يغبّني ... فلست بناسيه وليس بآئب(٢)
  سألت مليكي إذ بلاني بفقده ... وفاة بأيدي الرّوم بين المقانب
  ثنوني وقد قدّمت ثأري بطعنة ... تجيش بموّار من الجوف ثاعب(٣)
  فقد خفت أن ألقي المنايا وإنّني ... لتابع من وافى حمام الجوالب(٤)
  ولمّا أطاعن في العدوّ تنفّلا ... إلى اللَّه أبغي فضله وأضارب(٥)
  وأعطف وراء المسلمين بطعنة ... على دبر مجل من العيش ذاهب(٦)
  يرد على رجل قدح فيه
  وقال أبو عمرو:
  بلغ أبا صخر(٧) أنّ رجلا من قومه عابه وقدح فيه، فقال أبو صخر في ذلك(٨):
  ولقد أتاني ناصح عن كاشح ... بعداوة ظهرت وقبح أقاول(٩)
  / أفحين أحكمني المشيب فلا فتى ... غمر ولا قحم وأعصل بازلي(١٠)
  ولبست أطوار المعيشة كلَّها ... بمؤبّدات للرّجال دواغل(١١)
وفي «شرح أشعار الهذليين»: «فأمست قد أعيت في الرقي والطبائب» وما أثبتناه من ف.
(١) في «شرح أشعار الهذليين»:
«ولولا يقين»
(٢) في «بيروت»: «وما ترني في غائب لا يغيثني» وفي «شرح أشعار الهذليين»:
«فماذا ترى في غائب لا يغبني»
وما أثبتناه من خد، ف.
ويغبني: من أغببت الرجل وغببت عنه: زرته يوما وتركته يوما.
(٣) خد: تحبس، بدل: تجيش. وفي «شرح أشعار الهذليين»: نجيش بقلاس. قلاس: يفيض بشدة، وهو بمعنى موار. وفي «الشرح»:
ثنوني: ردوني بطعنة. قدمت ثأري: قتلت واحدا قبل أن أقتل. ثاعب: ترمي به: وفي «اللسان»: ثعب الجرح يثعب دما: جرى.
(٤) في «شرح أشعار الهذليين»: «وقد».
الحمام: الموت. والجوالب: جوالب القدر: واحدتها: جالبة.
(٥) تنفلا في خد: فضلا، «تحريف».
(٦) «بطعنة»: من خد، ف. وفي «شرح أشعار الهذليين» وبيروت: بشدة مجل: ذاهب عيشه.
(٧) خد: الهذلي.
(٨) في قصيدة من ٣٤ بيتا في «شرح أشعار الهذليين» ٩٢٧ مطلعها:
بكر الصبا عنا بكور مزايل ... عجل الشباب به فليس بقافل
والشعر الوارد هنا يبدأ من البيت السابع عشر.
(٩) في «شرح أشعار الهذليين»:
بل قد أتاني ... .... وزغر أفاول
زغر: كثرة. وفي خد، ف:
«وسوء أقاول»
(١٠) أعصل بازله: اشتد ما به وذلك إنما يكون بعد ما يسن. وقد أورده في «اللسان» (عصل) شاهدا على هذا المعنى.
(١١) الشطر الثاني في «شرح أشعار الهذليين»:
وعرقت من حق وراع عواذلي
أما الشطر الثاني الوارد هنا فهو في بيت آخر: