كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه

صفحة 266 - الجزء 24

  ولولا يقيني أنّما الموت عزمة ... من اللَّه حتى يبعثوا للمحاسب⁣(⁣١)

  لقلت له فيما ألمّ برمسه: ... هل أنت غدا غاد معي فمصاحبي

  / وماذا ترى في غائب لا يغبّني ... فلست بناسيه وليس بآئب⁣(⁣٢)

  سألت مليكي إذ بلاني بفقده ... وفاة بأيدي الرّوم بين المقانب

  ثنوني وقد قدّمت ثأري بطعنة ... تجيش بموّار من الجوف ثاعب⁣(⁣٣)

  فقد خفت أن ألقي المنايا وإنّني ... لتابع من وافى حمام الجوالب⁣(⁣٤)

  ولمّا أطاعن في العدوّ تنفّلا ... إلى اللَّه أبغي فضله وأضارب⁣(⁣٥)

  وأعطف وراء المسلمين بطعنة ... على دبر مجل من العيش ذاهب⁣(⁣٦)

  يرد على رجل قدح فيه

  وقال أبو عمرو:

  بلغ أبا صخر⁣(⁣٧) أنّ رجلا من قومه عابه وقدح فيه، فقال أبو صخر في ذلك⁣(⁣٨):

  ولقد أتاني ناصح عن كاشح ... بعداوة ظهرت وقبح أقاول⁣(⁣٩)

  / أفحين أحكمني المشيب فلا فتى ... غمر ولا قحم وأعصل بازلي⁣(⁣١٠)

  ولبست أطوار المعيشة كلَّها ... بمؤبّدات للرّجال دواغل⁣(⁣١١)


وفي «شرح أشعار الهذليين»: «فأمست قد أعيت في الرقي والطبائب» وما أثبتناه من ف.

(١) في «شرح أشعار الهذليين»:

«ولولا يقين»

(٢) في «بيروت»: «وما ترني في غائب لا يغيثني» وفي «شرح أشعار الهذليين»:

«فماذا ترى في غائب لا يغبني»

وما أثبتناه من خد، ف.

ويغبني: من أغببت الرجل وغببت عنه: زرته يوما وتركته يوما.

(٣) خد: تحبس، بدل: تجيش. وفي «شرح أشعار الهذليين»: نجيش بقلاس. قلاس: يفيض بشدة، وهو بمعنى موار. وفي «الشرح»:

ثنوني: ردوني بطعنة. قدمت ثأري: قتلت واحدا قبل أن أقتل. ثاعب: ترمي به: وفي «اللسان»: ثعب الجرح يثعب دما: جرى.

(٤) في «شرح أشعار الهذليين»: «وقد».

الحمام: الموت. والجوالب: جوالب القدر: واحدتها: جالبة.

(٥) تنفلا في خد: فضلا، «تحريف».

(٦) «بطعنة»: من خد، ف. وفي «شرح أشعار الهذليين» وبيروت: بشدة مجل: ذاهب عيشه.

(٧) خد: الهذلي.

(٨) في قصيدة من ٣٤ بيتا في «شرح أشعار الهذليين» ٩٢٧ مطلعها:

بكر الصبا عنا بكور مزايل ... عجل الشباب به فليس بقافل

والشعر الوارد هنا يبدأ من البيت السابع عشر.

(٩) في «شرح أشعار الهذليين»:

بل قد أتاني ... .... وزغر أفاول

زغر: كثرة. وفي خد، ف:

«وسوء أقاول»

(١٠) أعصل بازله: اشتد ما به وذلك إنما يكون بعد ما يسن. وقد أورده في «اللسان» (عصل) شاهدا على هذا المعنى.

(١١) الشطر الثاني في «شرح أشعار الهذليين»:

وعرقت من حق وراع عواذلي

أما الشطر الثاني الوارد هنا فهو في بيت آخر: