كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه

صفحة 267 - الجزء 24

  أصبحت تنقصني وتقرع مروتي ... بطرا ولم يرعب شعابك وابلي⁣(⁣١)

  وتنلك أظفاري ويبرك مسحلي ... بري الشّسيب من السّراء الذّابل⁣(⁣٢)

  فتكون للباقين بعدك عبرة ... وأطأ جبينك وطأة المتثاقل

  شعره في أم حكيم بعد رحيلها

  وقال أبو عمرو:

  وكان أبو صخر الهذليّ يهوى امرأة من قضاعة، مجاورة فيهم، يقال لها ليلي بنت سعد، وتكنّى أمّ حكيم، وكانا يتواصلان برهة من دهرهما، ثم تزوجت ورحل بها زوجها إلى قومه⁣(⁣٣)، فقال في ذلك أبو صخر:

  ألمّ خيال طارق متأوّب ... لأمّ حكيم بعد ما نمت موصب⁣(⁣٤)

  وقد دنت الجوزاء وهي كأنّها ... ومرزمها بالغور ثور وربرب⁣(⁣٥)

  / فبات شرابي في المنام مع المنى ... غريض اللَّمى يشفي جوى الحزن أشنب⁣(⁣٦)

  قضاعيّة أدنى ديار تحلَّها ... قناة وأنّي من قناة المحصّب⁣(⁣٧)

  سراج الدّجى تغتلّ بالمسك طفلة ... فلا هي متفال ولا الَّلون أكهب⁣(⁣٨)

  دميثة ما تحت الثّياب عميمة ... هضيم الحشا بكر المجسّة ثيّب⁣(⁣٩)

  تعلَّقتها نفودا لذيذا حديثها ... ليالي لا عمى ولا هي تحجب⁣(⁣١٠)

  فكان لها ودّي ومحض علاقتي ... وليدا إلى أن رأسي اليوم أشيب⁣(⁣١١)


وذببت عن أفناء خندف كلها ... بمؤبدات للرجال عدامل

مؤبدات: وحشيات يعني الشعر. عدامل: قديمة.

ويروى: للرجام بدل: الرجال: والرجام هو القتال بالكلام.

(١) يرعب: يملأ.

(٢) في خد: وبتلك أظفاري: وبرى السراء من الشسيب، خطأ من الناسخ.

والشسيب: القوس. السراء: شجر تتخذ منه القسي، وفي ف: الشراء.

(٣) خد، ف: «ثم زوجت، ودخل بها، ونقلها إلى قومه».

(٤) هذا مطلع القصيدة، وتتألف من ١٦ بيتا، في «شرح أشعار الهذليين» ٩٣٦. وفي «الشرح»: موصب: من الوصب: الوجع والمرض.

(٥) المرزم: نجم من نجوم المطر، وهما مرزمان، مع الشعريين.

(٦) في «المختار»: فبات سرار ... عريض لمن يسعى من الحزن أشيب، وأورد المحقق رواية «الأغاني» في الهامش، كما هنا. وفي ف: «من جوى الحزن».

(٧) ف: تحله. وقناة: موضع.

(٨) تغتل، تتعطر، وهو من الغالية: متفال: منتنة الريح. أكهب: أغبر، سواد في بياض، من الكهبة.

(٩) ف: «ما تحت الإزار». وفي «شرحه» قال السكري: عميمة: طويلة. بكر المجسة ثيب: جسمها حسن لم يتغير، فإذا جسستها قلت: بكر، وهي ثيب.

(١٠) في «شرح أشعار الهذليين»: -

«تعلقتها بكرا ... .... ليالي لا تعدى «

تعدى: تشغل.

(١١) في «شرح أشعار الهذليين»: - فكان لها أدى وريقة ميعتي - أدى: ودي. ريقته: أوله.