أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه
  أصبحت تنقصني وتقرع مروتي ... بطرا ولم يرعب شعابك وابلي(١)
  وتنلك أظفاري ويبرك مسحلي ... بري الشّسيب من السّراء الذّابل(٢)
  فتكون للباقين بعدك عبرة ... وأطأ جبينك وطأة المتثاقل
  شعره في أم حكيم بعد رحيلها
  وقال أبو عمرو:
  وكان أبو صخر الهذليّ يهوى امرأة من قضاعة، مجاورة فيهم، يقال لها ليلي بنت سعد، وتكنّى أمّ حكيم، وكانا يتواصلان برهة من دهرهما، ثم تزوجت ورحل بها زوجها إلى قومه(٣)، فقال في ذلك أبو صخر:
  ألمّ خيال طارق متأوّب ... لأمّ حكيم بعد ما نمت موصب(٤)
  وقد دنت الجوزاء وهي كأنّها ... ومرزمها بالغور ثور وربرب(٥)
  / فبات شرابي في المنام مع المنى ... غريض اللَّمى يشفي جوى الحزن أشنب(٦)
  قضاعيّة أدنى ديار تحلَّها ... قناة وأنّي من قناة المحصّب(٧)
  سراج الدّجى تغتلّ بالمسك طفلة ... فلا هي متفال ولا الَّلون أكهب(٨)
  دميثة ما تحت الثّياب عميمة ... هضيم الحشا بكر المجسّة ثيّب(٩)
  تعلَّقتها نفودا لذيذا حديثها ... ليالي لا عمى ولا هي تحجب(١٠)
  فكان لها ودّي ومحض علاقتي ... وليدا إلى أن رأسي اليوم أشيب(١١)
وذببت عن أفناء خندف كلها ... بمؤبدات للرجال عدامل
مؤبدات: وحشيات يعني الشعر. عدامل: قديمة.
ويروى: للرجام بدل: الرجال: والرجام هو القتال بالكلام.
(١) يرعب: يملأ.
(٢) في خد: وبتلك أظفاري: وبرى السراء من الشسيب، خطأ من الناسخ.
والشسيب: القوس. السراء: شجر تتخذ منه القسي، وفي ف: الشراء.
(٣) خد، ف: «ثم زوجت، ودخل بها، ونقلها إلى قومه».
(٤) هذا مطلع القصيدة، وتتألف من ١٦ بيتا، في «شرح أشعار الهذليين» ٩٣٦. وفي «الشرح»: موصب: من الوصب: الوجع والمرض.
(٥) المرزم: نجم من نجوم المطر، وهما مرزمان، مع الشعريين.
(٦) في «المختار»: فبات سرار ... عريض لمن يسعى من الحزن أشيب، وأورد المحقق رواية «الأغاني» في الهامش، كما هنا. وفي ف: «من جوى الحزن».
(٧) ف: تحله. وقناة: موضع.
(٨) تغتل، تتعطر، وهو من الغالية: متفال: منتنة الريح. أكهب: أغبر، سواد في بياض، من الكهبة.
(٩) ف: «ما تحت الإزار». وفي «شرحه» قال السكري: عميمة: طويلة. بكر المجسة ثيب: جسمها حسن لم يتغير، فإذا جسستها قلت: بكر، وهي ثيب.
(١٠) في «شرح أشعار الهذليين»: -
«تعلقتها بكرا ... .... ليالي لا تعدى «
تعدى: تشغل.
(١١) في «شرح أشعار الهذليين»: - فكان لها أدى وريقة ميعتي - أدى: ودي. ريقته: أوله.