كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار القتال ونسبه

صفحة 300 - الجزء 24

  عبيد اللَّه⁣(⁣١)، وكان لها أخ غائب يقال له: زياد بن عبيد اللَّه⁣(⁣٢). فلمّا قدم رأى القتّال يتحدّث إلى أخته، فنهاه⁣(⁣٣) وحلف: لئن رآه ثانية ليقتلنّه. فلمّا كان بعد ذلك بأيّام رآه عندها⁣(⁣٤)، فأخذ السيف وبصر به القتّال، فخرج هاربا، وخرج في إثره، فلمّا دنا منه ناشده⁣(⁣٥) القتّال باللَّه⁣(⁣٦) والرحم، فلم يلتفت / إليه فبينا هو يسعى، وقد كاد يلحقه، وجد⁣(⁣٧) زمحا مركوزا - وقال للسكريّ⁣(⁣٨): وجد سيفا - فأخذه وعطف على زياد فقتله، وقال:

  نهيت زيادا والمقامة⁣(⁣٩) بيننا ... وذكَّرته أرحام سعر⁣(⁣١٠) وهيثم

  فلمّا رأيت أنه غير منته ... أملت له كفّي بلدن مقوّم

  ولمّا رأيت أنني قد قتلته ... ندمت عليه أيّ ساعة مندم

  وقال أيضا⁣(⁣١١):

  نهيت زيادا والمقامة⁣(⁣١٢) بيننا ... وذكَّرته باللَّه حولا مجرّما

  فلمّا رأيت أنّه غير منته ... ومولاي لا يزداد إلَّا تقدّما

  أملت له كفّي بأبيض صارم ... حسام إذا ما صادف العظم صمّما

  بكفّ امرئ لم تخدم⁣(⁣١٣) الحيّ أمّه ... أخي نجدات لم يكن متهضّما

  ثم خرج هاربا، وأصحاب القتيل يطلبونه، فمرّ بابنة عمّ⁣(⁣١٤) له تدعى: زينب، متنحّية عن الماء، فدخل عليها، فقالت له: ويحك! ما دهاك؟ قال: ألقي عليّ ثيابك، فألقت / عليه ثيابها، وألبسته برقعها⁣(⁣١٥)، وكانت تمسّ حنّاء، فأخذ الحنّاء فلطَّخ⁣(⁣١٦) بها يديه⁣(⁣١٧) وتنحّت عنه، ومرّ⁣(⁣١٨) الطلب به⁣(⁣١٩)، فلمّا أتوا البيت قالوا وهم يظنّون


(١) ج، س: «عبد اللَّه».

(٢) قوله: «وكان لها أخ غائب يقال له:» زياد بن عبد اللَّه «: لم يذكر في ج ولا س، وهو في خد و» التجريد والمختار.

(٣) «التجريد»: «فنهاه عنها».

(٤) خد: «فلما كان بعد ذلك جاء ورآها عنده». وفي «التجريد»: «فلما كان بعد ذلك جاء فوجده عندها».

(٥) ج: «فأنشده».

(٦) خد، «التجريد»: «اللَّه». وفي «اللسان» (نشد): نشدتك اللَّه وأنشدك اللَّه وباللَّه، وناشدتك اللَّه وباللَّه: أي سألتك وأقسمت عليك.

وفي الحديث: نشدتك اللَّه والرحم، أي سألتك باللَّه والرحم.

(٧) خد: «رأى»، وفي «المختار»: «وجد القتال رمحا».

(٨) ج، س: «آليشكري» وفي «التجريد»: «وقيل»، بدل: «وقال السكري».

(٩) س، و «التجريد»: والمهامه، وفي «المختار» و «بقية النسخ و» الديوان «٨٩ كما هنا. وفي» الديوان «: نشدت، بدل: نهيت.

(١٠) س، و «التجريد»، و «المختار»: «سعد»، وفي خد: شعر. وفي «الديوان» ٨٩ كما أثبتنا.

(١١) في «الديوان» ٩٠: «وقال في قتله زيادا». وفي «المختار»: «وقال فيه أيضا».

(١٢) س و «التجريد والديوان»: «والمهامة».

(١٣) «المختار»: «لم تحذم».

(١٤) «عم»: لم تذكر في ج.

(١٥) «المختار»: «فألقت عليه ثيابها وبرقعها».

(١٦) خد و «التجريد»: «ولطخ».

(١٧) خد: «بدنه». وفي «المختار»: «فلطخ يديه بها».

(١٨) س، و «التجريد والمختار»: «وجد»، وما أثبتناه من خد وف.

(١٩) «به»: لم تذكر في ج.