كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - خبر أبي قطيفة ونسبه

صفحة 60 - الجزء 1

  خالد بن الوليد بن عقبة عمّة أروى بنت أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتّب⁣(⁣١) -

  / أنا ابن أبي معيط حين أنمى ... لأكرم ضئضئ⁣(⁣٢) وأعزّ جيل

  وأنمي للعقائل من قصيّ ... ومخزوم فما أنا بالضّئيل

  وأروى من كريز قد نمتني ... وأروى الخير بنت أبي عقيل

  كلا الحيّين من هذا وهذا ... لعمر أبيك في الشّرف الطويل

  فعدّد مثلهن أبا ذباب ... ليعلم ما تقول ذوو العقول

  فما الزّرقاء لي أمّا فأخزى ... ولا لي في الأزارق من سبيل

  قال: يعني بأبي الذّباب عبد الملك. والزّرقاء: إحدى أمهاته من كندة، وكان يعيّر بها.

  أخبرني الحسن بن عليّ قال أخبرني محمد بن زكريا قال حدّثنا قعنب بن المحرز قال حدّثنا المدائنيّ قال:

  بلغ أبا قطيفة أنّ عبد الملك بن مروان يتنقّصه، فقال:

  نبّئت أنّ ابن العملَّس⁣(⁣٣) عابني ... ومن ذا من الناس البريء المسلَّم؟

  من أنتم من أنتم خبّرونا من أنتم⁣(⁣٤) ... فقد جعلت أشياء تبدو وتكتم!

  فبلغ ذلك عبد الملك فقال: ما ظننت أنّا نجهل، واللَّه لولا رعايتي لحرمته لألحقته بما يعلم، ولقطَّعت جلده بالسّياط.

  شعر أبي قطيفة في امرأته بعد طلاقها

  أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن العتبيّ قال:

  / طلَّق أبو قطيفة امرأته، فتزوّجها رجل من أهل العراق، ثم ندم بعد أن رحل⁣(⁣٥) بها الرجل وصارت له، فقال:

  فيا أسفا لفرقة أمّ عمرو ... ورحلة أهلها نحو العراق

  فليس إلى زيارتها سبيل ... ولا حتّى القيامة من تلاقي

  وعلّ اللَّه يرجعها إلينا ... بموت من حليل أو طلاق

  فأرجع شامتا وتقرّ عيني ... ويجمع شملنا بعد افتراق


(١) في ح، ر: «عمرو بن معتب» وفي ب، س: «عامر بن قعنب».

(٢) الضئضئي: الأصل والمعدن.

(٣) في ت، ر: «القلمس». والقلمس في اللغة: الرجل الداهية المفكر البعيد الغور. والعملس: الذئب الخبيث أو كلب الصيد الخبيث؛ وقد رجحناه لمناسبته لمقام الهجاء. وقد ورد هذا الشعر في «تاريخ ابن جرير الطبريّ» طبع ليدن قسم ٢ ص ١١٧٥ «القلمس» وفي تعليقاته عن نسخة أخرى: «العملس».

(٤) في «تاريخ ابن جرير الطبريّ» ص ١٧٧٦

فمن أنتم ها خبّرونا من أنتم

(٥) كذا في ت. وفي سائر النسخ: «دخل».