كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي العيال ونسبه

صفحة 319 - الجزء 24

  لا تتجمجموا: لا تكتموا. والمنمل: كأنّ سطوره آثار نمل.

  وإلى ابن سعد أن أؤخّره فقد ... أزرى بنا في قسمه إذ يعدل⁣(⁣١)

  وإلى أولي الأحلام حيث لقيتهم ... أهل البقيّة والكتاب المنزل⁣(⁣٢)

  في ديوان الرّجل: حيث البقية والكتاب المنزل.

  أنّا لقينا بعدكم بديارنا ... من جانب الأمراج يوما يسأل⁣(⁣٣)

  أمرا تضيق به الصّدور ودونه ... مهج النّفوس وليس عنه معدل

  في كلّ معترك ترى منّا فتى ... يهوى كعزلاء المزادة تزعل

  / تزعل: تدفع دفعا.

  أو سيّدا كهلا يمور⁣(⁣٤) دماغه ... أو جانحا في رأس رمح يسعل

  يسعل: يشرق بالدّم.

  وترى النّبال تعير في أقطارنا ... شمسا كأنّ نصالهنّ السّنبل

  وترى الرّماح كأنّما هي بيننا ... أشطان بئر يوغلون ونوغل

  حتى إذا رجب تولَّى فانقضى ... وجماديان وجاء شهر مقبل

  شعبان قدّرنا لوقت رحيلهم ... تسعا يعدّ لها الوفاء وتكمل

  وتجرّدت حرب يكون حلابها ... علقا ويمريها الغويّ المبطل

  فاستقبلوا طرف الصّعيد إقامة ... طورا وطورا رحلة فتحمّلوا⁣(⁣٥)

  يخاصم بدر بن عامر بعد مقتل ابن أخيه

  قال الأصمعيّ وأبو عمرو:

  وكان أبو العيال وبدر بن عامر، وهما جميعا من بني خناعة⁣(⁣٦) بن سعد بن هذيل يسكنان مصر، وكانا خرجا إليها في خلافة عمر بن الخطَّاب رضوان اللَّه عليه، وأبو العيال معه ابن أخ له، فبينا ابن أخي أبي العيال قائم عند قوم ينتضلون إذ أصابه سهم فقتله، فكان فيه بعض الهيج، فخاصم في ذلك أبو العيال، واتّهم بدر بن عامر، وخشي أن يكون ضلعه مع خصمائه، فاجتمعا في ذلك في مجلس فتناثّا⁣(⁣٧) فقال بدر بن عامر:


(١) ابن سعد: رجل من أهل مكة من قريش. إذ يعدل أي عن الحق.

(٢) البقية: المرجع الحسن في المروءة والدين، يريد: والكتاب المنزل فيهم. ويروى: «والكتاب المنزل» بالجر، ويكون في البيت إقواء.

(٣) هذا البيت من خد. ويسأل أي يسأل عن شدته.

(٤) يمور: ينصب ويجري.

(٥) «شرح أشعار الهذليين»: «فتنقلوا» وهذا آخر الخبر الساقط.

(٦) س، ب: «من بني خفاجة».

(٧) س، ب: «فتباثا».