كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي العيال ونسبه

صفحة 320 - الجزء 24

  /

  بخلت فطيمة بالذي تولين ... إلا الكلام وقّل ما يجديني

  ولقد تناهى القلب حين نهيته ... عنها وقد يغوي إذا يعصيني⁣(⁣١)

  أفطيم هل تدرين كم من متلف ... جاوزت لا مرعى ولا مسكون؟

  يقول فيها:

  وأبو العيال أخي ومن يعرض له ... منكم بسوء يؤذني ويسوني

  إنّي وجدت أبا العيال ورهطه ... كالحصن شدّ⁣(⁣٢) بجندل موضون

  أعيا الغرانيق⁣(⁣٣) الدّواهي دونه ... فتركنه أبرّ بالتّحصين

  (⁣٤) أسد تفرّ الأسد من وثباته⁣(⁣٥) ... بعوارض الرّجّاز أو بعيون

  ولصوته زجل إذا آنسته ... جرّ الرّحى بشعيره⁣(⁣٦) المطحون

  وإذا عددت ذوي الثّقات وجدته⁣(⁣٧) ... ممّن يصول به إليّ يميني⁣(⁣٤)

  فأجابه أبو العيال فقال:

  إن البلاء لدى المقاوس معرض⁣(⁣٨) ... ما كان من غيب ورجم ظنون

  /⁣(⁣٩) في «الديوان»: لدى المقاوس مخرج: والمقوس الحبل الذي يمدّ به على صدور الخيل أي فما كان عنده من خير أو شرّ فسيخرج عند الرّهان والعدو⁣(⁣٩).

  وإذا الجواد ونّي وأخلف منسرا⁣(⁣١٠) ... ضمرا فلا توقن له بيقين

  لو كان عندك ما تقول جعلتني ... كنزا لريب الدّهر غير ضنين⁣(⁣١١)

  ولقد رمقتك في المجالس كلَّها ... فإذا وأنت تعين من يبغيني⁣(⁣١٢)

  هلَّا درأت الخصم حين رأيتهم ... جنفا عليّ بألسن وعيون؟⁣(⁣١٣)


(١) «شرح أشعار الهذليين»: «الذي يعصيني».

(٢) خد، «شرح أشعار الهذليين»: «شيد بآجر».

(٣) «شرح أشعار الهذليين»: «أعيا المجانيق» وفي ب، س: «أعنى الغرانيق».

(٤) (٤) تكملة من ف، خد.

(٥) «شرح أشعار الهذليين»: «من عروائه». والعرواء: القشعريرة من الحمى، وأراد هنا دنوه.

(٦) «شرح أشعار الهذليين»:

«بجرينها المطحون»

(٧) «شرح أشعار الهذليين»: «فإنه» بدل: «وجدته».

(٨) ب، س: «لدى المغارس: تحريف».

(٩ - ٩) تكملة من خد.

(١٠) أخلف منسرا: جماعة خيل. أخلفها الفرس فلم يشهدها.

(١١) و «شرح أشعار الهذليين»: «غير ظنين» وفي الشرح: عند ضنين أجود. يقول: لجعلتني بمنزلة هذا الكنز عند هذا الضنين.

(١٢) رمقتك: رميتك ببصري خفية. وأنت: الواو مقحمة، مثل قولهم: اللهم ربنا ولك الحمد.

(١٣) الجنف: الميل، والخصم في معنى الجمع.