كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي العيال ونسبه

صفحة 321 - الجزء 24

  وزجرت عنّي كلّ⁣(⁣١) أشوس كاشح ... ترع⁣(⁣٢) المقالة شامخ العرنين

  فأجابه بدر بن عامر فقال:

  أقسمت لا أنسى منيحة واحد ... حتى تخيّط بالبياض قروني⁣(⁣٣)

  حتى أصير بمسكن⁣(⁣٤) أنوي به ... لقرار ملحدة العداء⁣(⁣٥) شطون

  ومنحتني جدّاء⁣(⁣٦) حين منحتني ... شحصا بمالئة الحلاب لبون

  /⁣(⁣٧) الشّحص: ما ليس فيه لبن من المال⁣(⁣٧)

  وحبوتك النّصح الذي لا يشترى ... بالمال فانظر بعد ما تحبوني

  / وتأمّل السّبت⁣(⁣٨) الذي أحذوكه ... فانظر بمثل إمامه فاحذوني

  فأجابه أبو العيال:

  أقسمت لا أنسى شباب⁣(⁣٩) قصيدة ... أبدا فما هذا الذي ينسيني

  ولسوف تنساها وتعلم أنّها ... تبع لآبية العصاب زبون⁣(⁣١٠)

  ومنحتني فرضيت رأي منيحتي ... فإذا بها واللَّه طيف جنون⁣(⁣١١)

  جهراء لا تألو إذا هي أظهرت ... بصرا ولا من حاجة تغنيني⁣(⁣١٢)

  قرّب حذاءك قاحلا أو ليّنا ... فتمنّ في التّخصير والتّلسين⁣(⁣١٣)

  / وارجع منيحتك الَّتي أتبعتها ... هوعا وحدّ مذلَّق مسنون⁣(⁣١٤)


(١) «شرح أشعار الهذليين»: «أبلخ كاشح»؛ أي كل أهوج فخور.

(٢) ترع المقالة: عجل بقول السوء. وفي ب، س: «نزع المقالة».

(٣) المنيحة: الإعارة، ويريد هنا القصيدة. وتخيط فيه الشيب: بدا.

(٤) المسكن: القبر.

(٥) ملحدة: جعل فيها لحد. والعداء: التي ليست بمستوية الحفر.

(٦) جداء: لا لبن بها.

(٧) (٧) كلمة من ف. خد.

(٨) السبت: نعال مدبوغة. وفي «شرح أشعار الهذليين»: «الذي أحذوكم».

(٩) س، ب: «سباب قصيدة» وفي «شرح أشعار الهذليين»: «مقال قصيدة».

(١٠) أبية: تأبى أن تعصب ولا تدر. والعصاب: أن تعصب فخذاها حين تأبى حتى تدر زبون: تدفع برجليها.

(١١) «شرح أشعار الهذليين»:

ومنحتني فرضيت حين منحتني ... فإذا بها وأبيك طيف جنون

وفي ب، س: «فرضيت أي منيحتي».

(١٢) جهراء: لا تبصر في الشمس. وفي «شرح أشعار الهذليين» «ولا من عيلة تغنيني».

(١٣) في «شرح أشعار الهذليين»:

قرب حذاءك قافلا أولينا ... فتمن في التحضير والتليين

والتلسين: أن يلسن طرف النعل أي يحدد ويدقق.

(١٤) الهوع: العداوة. والمذلق، والمسنون: المحدد.