كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الراعي وأخباره

صفحة 334 - الجزء 24

  ومحاسن أخلاقها، وأنا أخبره وأنشده، ثم أمر لي بجائزة وخلعة وحملان، وردّني إلى الكوفة، فعلمت أنّ أمره مقبل⁣(⁣١).

  يسمع الوليد بن يزيد ذاليته فيرسل له بجائزة

  ثم استقدمني الوليد بن يزيد بعده، فما سألني عني شيء من الجدّ إلا مرّة واحدة، ثم جعلت أنشده بعدها في ذلك النحو فلا يلتفت إليه، ولا يهشّ إلى شيء منه، حتى جرى ذكر عمّار بن ذي كبار فتشوّقه⁣(⁣٢) وسأل عنه، وما ظننت أنّ شعر عمّار شيء يراد أو يعبأ به⁣(⁣٣). ثم قال لي: هل عندك شيء من شعره؟ فقلت: نعم أنا أحفظ قصيدة له، وكنت لكثرة عبثي به⁣(⁣٤) قد حفظتها، فأنشدته قصيدته التي يقول فيها:

  حبّذا أنت يا سلا ... مة ألفين حبّذا

  أشتهي منك منك من ... ك مكانا مجنبذا⁣(⁣٥)

  مفعما في قبالة⁣(⁣٦) ... بين ركنين ربّذا

  / مدغما⁣(⁣٧) ذا مناكب ... حسن القدّ محتذى

  رابيا ذا محسّة ... أخنسا قد تقنفذا

  لم تر العين مثله ... في منام ولا كذا

  / تامكا كالسّنام إذ ... بذّ عنه مقذّذا⁣(⁣٨)

  ملء كفّي ضجيعها ... نال منها تفخّذا

  لو تأمّلته دهش ... ت وعاينت جهبذا⁣(⁣٩)

  طيّب العرف والمجسّ ... ة واللَّمس هربذا⁣(⁣١٠)

  فأجا⁣(⁣١١) فيه فيه في ... هـ بأير كمثل ذا

  ليت أيري وليت ح ... رك جميعا تآخذا

  فأخذ ذا بشعر ذا⁣(⁣١٢) ... وأخذ ذا بقعر ذا


(١) ف، ب، س: «فعلمت أنه أمر مقبل».

(٢) ب، س، ف: «فعرفه».

(٣) ب، س: «ولا يعبأ به».

(٤) «المختار والتجريد»: «ولكثرة عبثي بها قد حفظتها».

(٥) مجنبذ: مرتفع مستدير كالقبة.

(٦) خد: «من تبالة».

(٧) مدغم: أسود الشعر الذي عليه، من أدغم الشيء: سوده.

(٨) تامك: ممتلئ مرتفع، ومقذذ، سوي حسن.

(٩) الجهبذ: الخبير بغوامض الأمور، والمراد الكبير الفخم، وفي ب، س: «جبهذا».

(١٠) الهربذ: عالم الهند أو أحد قومة بيت النار وفي «المختار» «هرمذا».

(١١) «أجا» من وجأ وسهلت الهمزة بمعنى دفع.

(١٢) «المختار»: «بشق ذا».