كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الراعي وأخباره

صفحة 339 - الجزء 24

  فنشرنا حديثنا ... عندكم كلّ منتشر

  خاليا ليلة التّما ... م بسلمى إلى السّحر

  فهي كالدّرّة النّقيّ ... ة والوجه كالقمر

  دندان صديقة يتخلى عنه وسط الفرات

  قال: وخرج عمّار في بعض أسفاره، ومعه رجل يعرف بدندان، فلما بلغا إلى الفرات نزلا على قرية يقال لها ناباذ، وأراد العبور فلم يجدا معبرا⁣(⁣١) فقال له دندان: أنا أعبرك، فنزل معه⁣(⁣١) ما توسّطا الفرات خلَّى عنه، فبعد جهد مّا نجا، فقال عمّار في ذلك:

  كاد دندن بأن يجعلني ... يوم ناباذ طعاما للسّمك

  قلت: دندان أغشني فمضى ... وأنا أعلو وأهوي في الدّرك

  ولقد أو قعني في ورطة ... شيّبت رأسي وعاينت الملك

  ليت دندان بكفّي أسد ... أو قتيلا ثاويا فيمن هلك

  بين عمار وخالد القسري

  أخبرني أبو الحسن الأسديّ قال: حدّثنا محمد بن صالح بن النطَّاح، عن أبي اليقظان قال:

  دخل عمّار ذو كبار على خالد القسريّ بالكوفة، فلمّا مثل بين يديه صاح به: أيّها الأمير⁣(⁣٢):

  أخلقت ريطتي⁣(⁣٣) وأودى القميص ... وإزاري والبطن طاو خميص

  قال: خالد: فنصنع ماذا؟ ما كلّ من أخلقت ثيابه كسوناه فقال:

  وخلا منزلي فلا شيء فيه ... لست ممّن يخشى⁣(⁣٤) عليه الَّلصوص

  فقال له خالد: ذلك من سوء فعلك وشربك الخمر بما تعطاه، فقال:

  واستحلّ الأمير حبس عطائي ... خالد إنّ خالدا لحريص

  / فقال خالد وقد غضب: على ماذا ثكلتك أمّك؟ قال:

  ذو اجتهاد على العبادة والخي ... ر ولكن في رزقنا تعويص⁣(⁣٥)

  فقال: على ما ذا تقبض العطاء ولا غناء فيك عن المسلمين؟ فقال:

  رخّص اللَّه في الكتاب لذي العذ ... ر وما عند خالد ترخيص

  فقال: أو لم نرخّص لذي العذر أن يقيم ويبعث مكانه رسولا؟ فقال:


(١ - ١) تكملة من ف. خد. وأعبرك: أقطع بك النهر من شاطئ إلى شاطئ.

(٢) خد: «أيها الملك».

(٣) الريطة: كل ثوب لين رقيق.

(٤) ب، س:

«تنحى عليه ص اللص»

(٥) في رزقنا تعويص أي شدة.