كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن مصعب ونسبه

صفحة 350 - الجزء 24

  فما مدحي لكم لأصيب مالا ... ولكن مدحكم زين لشعري

  كان هجاء خبيث اللسان

  حدّثني محمد بن يحيى الصّوليّ قال: حدّثنا أبو ذكوان قال: حدّثنا أبو محلَّم قال:

  هجا عمارة بن عقيل امرأة، ثم أتته في حاجة⁣(⁣١) بعد ذلك، فجعل يعتذر إليها، فقالت له: خفّض عليك يا أخي، فلو صرّ⁣(⁣٢) الهجاء أحدا لقتلك وقتل أباك وجدّك.

  قال مؤلَّف هذا الكتاب⁣(⁣٣):

  وكان عمارة هجّاء خبيث الَّلسان، فهجا⁣(⁣٤) فروة بن حميصة الأسديّ وطال⁣(⁣٥) التّهاجي بينهما، فلم يغلب أحدهما صاحبه⁣(⁣٦) حتى قتل فروة.

  ما هاجى شاعرا إلا كفي مؤونته

  وأخبرني محمد بن يحيى قال:

  حدّثنا أبو ذكوان قال: قال لي عمارة: ما هاجيت شاعرا قطَّ إلا كفيت مؤونته في سنة أو أقلّ من سنة، إمّا أن يموت، أو يقتل، أو أفحمه، حتى هاجاني أبو الرّدينيّ العكليّ، فخنقني⁣(⁣٧) بالهجاء، ثم هجا بني نمير فقال:

  أتوعدني لتقتلني نمير ... متى قتلت نمير من هجاها؟

  / فكفانيه بنو نمير فقتلوه، فقتلت بنو عكل - وهو يومئذ ثلاثمائة رجل - أربعة آلاف رجل من بني نمير.

  وقتلت لهم شاعرين: رأس الكلب⁣(⁣٨) وشاعرا آخر.

  المأمون يقف على ما وقع بينه وبين فروة بن حميصة

  أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ قال: حدّثني العنزي قال:

  حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن آدم العبديّ قال: حدّثني عمارة بن عقيل قال:

  كنت جالسا مع المأمون، فإذا أنا بهاتف يهتف من خلفي ويقول:

  /

  نجّى عمارة منّا أنّ مدّته ... فيها تراخ وركض السّابح النّقل

  ولو ثقفناه أوهينا جوانحه ... بذابل من رماح الخطَّ معتدل

  فإنّ أعناقكم للسّيف محلبة⁣(⁣٩) ... وإنّ مالكم المرعيّ كالهمل


(١) ف: «في حاجته».

(٢) خد: «فلو قتل الهجاء ...».

(٣) خد: «قال أبو الفرج الأصفهاني».

(٤) خد: «فهجاه فروة ...».

(٥) ف: وطالت المدة بينهما في التهاجي.

(٦) ب، س: «فلم يغلب أحدهما على صاحبه».

(٧) ب، ف: «فخبثني».

(٨) خد: «رأس الكبش».

(٩) ب، س: «مختلة» وفي خد: «مخلية».