كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن مصعب ونسبه

صفحة 356 - الجزء 24

  فقد يسلع المرء اللئيم اصطناعه ... ويعتلّ نقد المرء وهو كريم

  (⁣١) قال اليزيديّ: يسلع: أي تكثر سلعته. والسّلعة: المتاع⁣(⁣١) أخبرني الصّوليّ، قال: حدّثني الحسن قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه قال: حدّثني عمارة قال:

  لمّا بلغ خالد بن يزيد هذا الشّعر قال لي: يا أبا عقيل، أبلغك أنّ أهلي يرتضون منّي ببديل كما رضيت بنو تميم بتميم بن خزيمة؟ فقلت: إنما طلبت حظَّ نفسي وسقت مكرمة إلى أهلي لو جاز ذلك، فما زال يضاحكني.

  ما هجى به

  أخبرني الصّوليّ قال: حدّثنا الحسن قال:

  سمعت عبد اللَّه بن محمد النّباجيّ يقول: سمعت عمارة يقول: ما هجيت بشيء أشدّ علي من بيت فروة:

  وابن المراغة جاحر من خوفنا ... بالوشم منزلة الذّليل الصّاغر

  يمدح خالد بن زيد فيوجب علية حقا

  أخبرني محمد بن يحيى قال: حدّثني الحسن بن عليل العنزيّ، قال: حدّثني النّباجيّ قال:

  لمّا قال عمارة يمدح خالدا:

  تأبى خلائق خالد وفعاله ... إلَّا تجنّب كلّ أمر عائب

  فإذا حضرت الباب عند غدائه ... أذن الغداء لنا برغم الحاجب

  لقيه خالد فقال له: أوجبت واللَّه عليّ حقّا ما حييت.

  أجود شعره ما هجا به الأشراف

  قال العنزيّ: وسمعت سلم بن خالد يقول: قلت لعمارة: ما أجود شعرك؟

  قال: ما هجوت به الأشراف. فقلت: ومن هم؟ قال: بنو أسد، وهل هاجاني أشرف⁣(⁣٢)، من بني أسد؟

  (⁣٣) قال: العنزيّ: وحدّثني أبو الأشهب الأسديّ من ولد بشر بن أبي خازم قال:

  لمّا أنشد فروة بن حميصة قول عمارة فيه:

  ما في السّويّة أن تجرّ عليهم ... وتكون يوم الرّوع أوّل صادر

  قال: واللَّه ما قتلني إلا هذا البيت.

  / فلمّا تكاثرت عليه الخيل يوم قتل قيل له: انج بنفسك، قال: كلَّا واللَّه، لا حقّقت قول عمارة، فصبر حتى قتل.

  وكان فروة من أحسن النّاس وجها وشعرا وقدّا، لو كان امرأة لانتحرت عليه بنو أسد:


(١ - ١) تكملة من ف.

(٢) ب. س: «هل هاجاني أشر من بني أسد».

(٣) هذا الخبر من ف: «المختار»: ساقط من ب. س.