كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحكم بن عبدل ونسبه

صفحة 617 - الجزء 2

  لا تدن فاك إلى الأمير ونحّه ... حتى يداوي نتنه لك أهون⁣(⁣١)

  إن كان للظَّربان⁣(⁣٢) حجر منتن ... فلجحر أنفك يا محمد أنتن

  خطب امرأة فأبت فقال فيها شعرا يعيرها

  أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ قال حدّثنا العنزيّ قال حدّثني أحمد بن بكير الأسديّ عن محمد بن أنس السّلاميّ عن محمد بن سهل راوية الكميت قال:

  خطب ابن عبدل امرأة من همدان⁣(⁣٣) يقال لها: أمّ رياح⁣(⁣٤) فلم تتزوّجه، فقال: أما واللَّه لأفضحنّك ولأعيّرنك⁣(⁣٥) فقال:

  فلا خير في الفتيان بعد ابن عبدل ... ولا في الزواني بعد أمّ رياح

  فأيري بحمد اللَّه ماض مجرّب ... وأمّ رياح عرضة لنكاحي

  ولد له ولد سماه بشرا تيمنا ببشر بن مروان

  قال: فتحاماها الناس فما تزوّجت حتى أسنّت. وبهذا الإسناد عن محمد بن سهل قال: ولد للحكم بن عبدل ابن فسمّاه بشرا، ودخل على بشر بن مروان فأنشده:

  سمّيت بشرا ببشر النّدى ... فلا تفضحنّي بتصداقها

  إذا ما قريش البطا ... ح عند تجمّع آفاقها

  تسامت قرومهم للنّدى ... تباري الرّياح بأوراقها⁣(⁣٦)

  فمالك أنفع أموالها ... وخلقك أكرم أخلاقها

  فأمر له بألفي درهم، وقال: استعن بهذه على أمرك.

  اقترض مالا فدفعه عنه عبد الملك ابن بشر

  وبإسناده عن محمد بن سهل قال: اقترض ابن عبدل مالا من التّجار وحلف لهم بالطلاق ثلاثا أن يقضيهم المال عند طلوع الهلال، فلمّا بقي من الشهر يومان قال:

  قد بات همّي قرنا أكابده ... كأنّما مضجعي على حجر

  من رهبة أن يرى هلال غد ... فإن رأوه فحقّ لي حذري


(١) كذا في أ، م، س. ولم نجد له في «كتب اللغة» التي بأيدينا معنى سوى أنه اسم رجل. وفي سائر النسخ: «أهرن» ولم نعثر له على معنى.

(٢) الظربان: دويبة كالهرّة كثيرة الفسو منتنة.

(٣) كذا في أغلب الأصول. وفي ب، س، ح: «همذان» بالذال المعجمة.

(٤) كذا في ح بالياء المثناة. وفي سائر النسخ: «رباح» بالباء الموحدة (انظر الحاشية رقم ١ ص ٣٢٤ من الجزء الأوّل).

(٥) في ب، ء، ح، ط: «ولاعرنك». وعره: ساءه وسبه.

(٦) أوراق جمع ورق وهو المال من إبل ودراهم وغيرها.