كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر طويس وأخباره

صفحة 31 - الجزء 3

  كان عمر بن عبد العزيز ينشد قول قيس بن الخطيم:

  بين شكول النساء خلقتها ... قصد فلا جبلة ولا قضف

  تنام عن كبر شأنها فإذا ... قامت رويدا تكاد تنقصف

  تغترق الطرف وهي لاهية ... كأنما شفّ وجهها نزف

  ثم يقول: قائل هذا الشعر أنسب⁣(⁣١) الناس.

  ومما في المائة المختارة من أغاني طويس صوت

  أصوات من المائة المختارة:

  يا لقومي قد أرّقتني الهموم ... ففؤادي مما يجنّ سقيم

  أندب الحبّ في فؤادي ففيه ... لو تراءى للناظرين كلوم

  يجنّ: يخفى، والجنّة من ذلك، والجنّ أيضا مأخوذ منه. وأندب: أبقى فيه ندبا وهو أثر الجرح؛ قال ذو الرّمّة:

  تريك سنّة⁣(⁣٢) وجه غير مقرفة ... ملساء ليس بها خال ولا ندب

  الشعر لابن قيس الرّقيّات فيما قيل. والغناء لطويس، ولحنه المختار خفيف رمل مطلق / في مجرى الوسطى، قال إسحاق: وهو أجود لحن غنّاه طويس، ووجدته في كتاب الهشاميّ خفيف رمل بالوسطى منسوبا إلى ابن طنبورة. قال وقال ابن المكيّ: إنه لحكم، وقال عمرو بن بانة: إنه لابن عائشة أوّله هذان البيتان، وبعدهما:

  ما لذا الهمّ لا يريم فؤادي⁣(⁣٣) ... مثل ما يلزم الغريم الغريم

  إنّ من فرّق الجماعة منّا ... بعد خفض⁣(⁣٤) ونعمة لذميم

  انقضت أخبار طويس.

  صوت من المائة المختارة من صنعة قفا النجار

  حجب الألى كنّا نسرّ بقربهم ... يا ليت أنّ حجابهم لم يقدر


(١) أنسب الناس: أرقهم غزلا ونسيبا بالنساء.

(٢) سنة الوجه: صورته. وغير مقرفة: غير كريهة. والمراد وصف صورة وجهها بالحسن. وقد أورد صاحب «اللسان» هذا البيت شاهدا على أن مقرفا في قولهم: «وجه مقرف» بمعنى غير حسن. وقيل: إن «مقرفة» هنا بمعنى مدانية الهجنة، يقال: أقرف الرجل إذا دنا من الهجنة، وعلى هذا التفسير ذهب الصاغاني فقال: هو يقول: إنها كريمة الأصل لم يخالطها شيء من الهجنة.

(٣) في أ، م، ط، ء: «لا يريم وسادي». ولا يريم: لا يبرح.

(٤) الخفض: سعة العيش ولينه. والنعمة (بالفتح): النعيم ورغد العيش.