كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر طويس وأخباره

صفحة 32 - الجزء 3

  حجبوا ولم نقض الَّلبانة منهم ... ولنا إليهم صبوة لم تقصر⁣(⁣١)

  ويحيط مئزرها بردف كامل ... رابى المجسّة⁣(⁣٢) كالكثيب الأعفر

  وإذا مشت خلت الطريق لمشيها ... وحلا⁣(⁣٣) كمشي المرجحنّ⁣(⁣٤) الموقر

  لم يقع إلينا قائل هذا الشعر. والغناء لقفا النجّار، ولحنه المختار من النقيل الثاني بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى. ويقال: إن فيه لحنا لابن سريج. وذكر يحيى بن عليّ [ابن يحيى]⁣(⁣٥) في الاختيار الواثقيّ أنّ لحن قفا النجّار المختار من الثقيل الأوّل.

  صوت من المائة المختارة

  أفق يا دارميّ فقد بليتا ... وإنك سوف توشك أن تموتا

  أراك تزيد عشقا⁣(⁣٦) كلّ يوم ... إذا ما قلت إنك قد بريتا

  الشعر والغناء جميعا لسعيد الدارميّ، ولحنه المختار من خفيف الثقيل الأوّل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى.


(١) لم تقصر: لم تكف ولم تنته.

(٢) المجسة الموضع التي تقع عليه اليد عند الجس، فمعنى رابى المجسة: أنه عظيم سمين حيث يجس.

(٣) وحلا: ذا وحل.

(٤) المرججنّ: المائل من ثقله. والموقر: الذي يحمل حملا ثقيلا.

(٥) زيادة في أ، م.

(٦) في أ، م، ط، ء: «غشيا كل يوم». وغشي عليه (مجهولا غشيا بالفتح والضم وغشيانا): نابه ما غشي عقله.