أخبار عروة بن الورد ونسبه
  إنّي(١)
  امرؤ عافي إنائي شركة ... وأنت امرؤ عافي إنائك واحد
  / أتهزأ منّي أن سمنت وأن ترى ... بجسمي مسّ(٢) الحقّ والحقّ جاهد
  أفرّق(٣) جسمي في جسوم كثيرة ... وأحسو قراح الماء والماء بارد
  قال الحطيئة لعمر بن الخطاب كنا نأتم في الحرب بشعره:
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثني عمر بن شبّة قال:
  بلغني أن عمر بن الخطَّاب ¥ قال للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنّا ألف حازم، قال:
  وكيف؟ قال: كان فينا قيس بن زهير وكان حازما وكنا لا نعصيه، وكنا نقدم إقدام عنترة، ونأتمّ بشعر عروة بن الورد، وننقاد لأمر الرّبيع بن زياد.
  قال عبد الملك إنه أجود من حاتم:
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبة قال:
  ويقال: إن عبد الملك قال: من زعم أن حاتما أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.
  منع عبد اللَّه بن جعفر معلم ولده من أن يرويهم قصيدة له يحث فيها على الاغتراب:
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال أخبرنا إبراهيم بن المنذر قال حدّثنا معن بن عيسى قال:
  سمعت أن(٤) عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب قال لمعلَّم ولده: لا تروّهم قصيدة عروة بن الورد التي يقول فيها:
  دعيني للغنى أسعى فإنّي ... رأيت الناس شرّهم الفقير
  ويقول: إن هذا يدعوهم إلى الاغتراب عن أوطانهم.
  خبر عروة مع سلمى سبيته وفداء أهلها بها:
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبة قال حدّثني محمد بن يحيى قال حدّثني عبد العزيز بن عمران الزّهريّ عن عامر بن جابر قال:
  أغار عروة بن الورد على مزينة فأصاب منهم امرأة من كنانة ناكحا، فاستاقها ورجع وهو يقول:
  تبغّ عديّا(٥) حيث حلَّت ديارها ... وأبناء عوف في القرون الأوائل
  فإلَّا أنل أوسا فإنّي حسبها ... بمنبطح الأدغال(٦) من ذي السلائل(٧)
(١) كذا في أكثر النسخ، وبذا يكون قد دخله الخرم وهو حذف الأوّل من فعولن. وفي ب، س، ح: «وإني» بالواو.
(٢) كذا في أكثر النسخ. وفي ب، س، ح: «شحوب» وفي «ديوان الحماسة» «بوجهي شحوب» إلخ.
(٣) في «ديوان الحماسة» «أقسّم».
(٤) كلمة «أن» ساقطة من أ، م.
(٥) في ب، س، ح: «عداء».
(٦) كذا في ط، ء. والأدغال: جمع دغل، وله معان كثيرة أنسبها هنا الوادي أو المنخفض من الأرض. وفي سائر النسخ: «الأوعال».
(٧) كذا في أ، م وذو السلائل: واد بين الفرع والمدينة. وفي باقي النسخ: «الشلائل» بالشين المعجمة وهو تصحيف.