كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر ذي الإصبع العدواني ونسبه وخبره

صفحة 75 - الجزء 3

  /

  ولا لساني على الأدنى بمنطلق ... بالمنكرات ولا فتكي بمأمون

  لا يخرج القسر⁣(⁣١) منّي غير مغضبة⁣(⁣٢) ... ولا ألين لمن لا يبتغي ليني

  وأنتم معشر زيد على مائة ... فأجمعوا أمركم شتّى فكيدوني

  فإن علمتم سبيل الرّشد فانطلقوا ... وإن غبيتم⁣(⁣٣) طريق الرشد فأتوني

  / يا ربّ ثوب حواشيه كأوسطه ... لا عيب في الثوب من حسن ومن لين

  يوما شددت على فرغاء⁣(⁣٤) فاهقة ... يوما من الدّهر تارات تماريني

  ماذا على إذا تدعونني فزعا ... ألَّا أجيبكم إذ لا تجيبوني

  وكنت⁣(⁣٥) أعطيكم ما لي وأمنحكم ... ودّي على مثبت في الصدر مكنون

  يا ربّ حيّ شديد الشّغب ذي لجب⁣(⁣٦) ... ذعرت⁣(⁣٧) من راهن منهم ومرهون

  رددت باطلهم في رأس قائلهم ... حتى يظلَّوا خصوما⁣(⁣٨) ذا أفانين

  يا عمرو لو كنت لي ألفيتني يسرا⁣(⁣٩) ... سمحا كريما أجازي من يجازيني

  قصيدته في رثاء قومه:

  قال أبو عمرو: وقال ذو الإصبع يرثي قومه:

  وليس المرء في شيء ... من الإبرام والنقض

  إذا يفعل شيئا خا ... له يقضي وما يقضي

  جديد العيش ملبوس ... وقد يوشك أن ينضى⁣(⁣١٠)

  / وقد مضى بعض هذه القصيدة متقدّما في صدر هذه الأخبار، وتمامها:

  وأمر اليوم أصلحه ... ولا تعرض لما⁣(⁣١١) يمضي


(١) كذا فيء، ط، ح و «المفضليات». وفي سائر النسخ: «لا تخرج النفس».

(٢) في «المفضليات»: «مأبية» ومعناه: إذا أكرهت على شيء لم يكن عندي إلا الإباء له.

(٣) كذا في ط، ء. وفي ب، س: «عييتم». وفي «المفضليات» و «أمالي القالي»: «جهلتم».

(٤) كذا في س، والفرغاء: الواسعة والمراد طعنة واسعة، وفيء، ط: «فوهاء»، والفوهاء: الواسعة. والفاهقة: التي تفهق بالدم أي تصب.

(٥) فيء، ط: «قد كنت».

(٦) اللجب: ارتفاع الأصوات واختلاطها.

(٧) كذا في ط، ء. وفي سائر النسخ: «دعوت».

(٨) كذا فيء، ط و «المفضليات» ص ٣٢٦ طبع بيروت، وفي باقي النسخ: «حصونا» وهو تحريف.

(٩) اليسر: السهل الانقياد.

(١٠) كذا في ط، ء. وبذلك يكون في هذه الأبيات إقواء، والإقواء: اختلاف يقع في حركة القافية، وأكثر ما يكون ذلك بين الرفع والجر، وأما مخالطة النصب لواحد منهما - كما في هذه الأبيات - فقليل، وقد استشهد صاحب «اللسان» لهذا القليل بشواهد كثيرة. وفي سائر النسخ: «يغضي».

(١١) كذا في «شعراء النصرانية» طبع بيروت. وفي جميع النسخ: «لمن».