كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر ذي الإصبع العدواني ونسبه وخبره

صفحة 74 - الجزء 3

  فإن يكن حبّها أمسى لنا شجنا ... وأصبح الولي⁣(⁣١) منها لا يواتيني

  فقد غنينا⁣(⁣٢) وشمل الدار يجمعنا ... أطيع ريّا وريّا لا تعاصيني

  نرمي الوشاة فلا نخطي مقاتلهم ... بخالص⁣(⁣٣) من صفاء الودّ مكنون

  ولي ابن عمّ على ما كان من خلق ... مختلفان فأقليه⁣(⁣٤) ويقليني

  أزرى بنا أننا شالت نعامتنا ... فخالني دونه بل خلته دوني

  / لاه⁣(⁣٥) ابن عمّك لا أفضلت في حسب ... شيئا ولا أنت ديّاني⁣(⁣٦) فتخزوني

  ولا تقوت عيالي يوم مسغبة ... ولا بنفسك في العزّاء⁣(⁣٧) تكفيني

  فإن ترد عرض الدنيا بمنقصتي ... فإنّ ذلك ممّا ليس يشجيني

  ولا ترى فيّ غير الصّبر منقصة ... وما سواه فإنّ اللَّه يكفيني

  لولا أواصر قربى لست تحفظها ... ورهبة اللَّه في مولى يعاديني

  إذا بريتك بريا لا انجبار له ... إنّي رأيتك لا تنفكّ تبريني

  إنّ الذي يقبض الدنيا ويبسطها ... إن كان أغناك عنّي سوف يغنيني

  اللَّه يعلمكم واللَّه يعلمني ... واللَّه يجزيكم عنّي ويجزيني

  ماذا عليّ وإن كنتم ذوي رحمي ... ألَّا أحبّكم إن لم تحبّوني

  لو تشربون دمي لم يرو شاربكم ... ولا دماؤكم جمعا تروّيني

  ولي ابن عمّ لو أنّ الناس في كبدي ... لظلّ محتجزا⁣(⁣٨) بالنّبل يرميني

  يا عمرو إن لا⁣(⁣٩) تدع شتمي ومنقصتي ... أضربك حتى تقول الهامة اسقوني⁣(⁣١٠)

  كلّ امرئ صائر يوما لشيمته ... وإن تخلَّق أخلاقا إلى حين

  إنّي لعمرك ما بابي بذي غلق⁣(⁣١١) ... عن⁣(⁣١٢) الصّديق ولا خيري بممنون


(١) كذا فيء، ط. والولي: القرب. وفي سائر النسخ: «الوأي». والوأي: الوعد.

(٢) غنينا: أقمنا.

(٣) في «أمالي القالي» ج ١ ص ٢٥٥ طبع دار الكتب: «بصادق».

(٤) أقليه: أبغضه.

(٥) أصله: للَّه ابن عمك، حذفت منه اللام الخافضة.

(٦) الديان: القائم بالأمر. وتخزوني: تسوسني وتقهرني.

(٧) العزاء: الشدّة.

(٨) كذا فيء، ط، والمحنجز: الشادّ مئزره على وسطه وهو كناية عن التهيؤ للأمر والتشمر له. وفي ب، س: «منحجزا».

(٩) كذا في ح و «الأمالي» طبع دار الكتب ج ١ ص ٢٥٦، وفي ط، ء: «إنك إن لا تدع إلخ». وفي أ، م: «يا عمرو إن لم تدع إلخ».

(١٠) هذا وارد على ما يزعمه العرب في جاهليتهم من أن روح القتيل الذي لم يدرك بثأره قصير هامة فتزقو عند قبره وتقول: اسقوني اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارت.

(١١) الغلق: ما يغلق به الباب.

(١٢) كذا في «المفضليات» ص ٣٢٦ طبع بيروت. وفي جميع الأصول: «على الصديق».