ذكر ذي الإصبع العدواني ونسبه وخبره
  قد
  لقيت فهم وعدوانها ... قتلا وهلكا آخر الغابر
  كانوا ملوكا سادة في الذّرى(١) ... دهرا لها الفخر على الفاخر
  / حتى تساقوا كأسهم بينهم ... بغيا فيا للشّارب الخاسر
  بادوا فمن يحلل بأوطانهم ... يحلل برسم مقفر داثر(٢)
  شعره في الكبر:
  قال أبو عمرو: ولأمامة ابنته هذه يقول ذو الإصبع ورأته قد نهض فسقط(٣) وتوكَّأ على العصا فبكت فقال:
  جزعت أمامة أن مشيت على العصا ... وتذكَّرت إذ نحن م الفتيان
  فلقبل ما رام الإله بكيده ... إرما وهذا الحيّ من عدوان
  / بعد الحكومة والفضيلة والنّهي ... طاف الزمان عليهم بأوان
  وتفرّقوا وتقطَّعت أشلاؤهم ... وتبدّدوا فرقا بكلّ مكان
  جدب البلاد فأعقمت أرحامهم ... والدّهر غيّرهم مع الحدثان
  حتى أبادهم على أخراهم ... صرعى بكلّ نقيرة ومكان
  لا تعجبنّ أمامّ من حدث عرا ... فالدّهر غيّرنا مع الأزمان
(١) في ب، س: «الورى».
(٢) كذا في ط، والداثر: الدارس العافي. وفي سائر النسخ: «داسر» بالسين وهو تحريف.
(٣) كذا في ط. وفي سائر النسخ: «وسقط» بالواو.