خبر غريض اليهودي
  دخل عليّ رسول اللَّه ﷺ وأنا أتمثّل بهذين البيتين:
  ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه ... يوما فتدركه العواقب قد نما(١)
  يجزيك أو يثني عليك وإنّ من ... أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
  فقال ﷺ: «ردّي عليّ قول اليهوديّ قاتله اللَّه! لقد أتاني جبريل برسالة من ربي: أيّما رجل صنع إلى أخيه صنيعة فلم يجد له جزاء إلا الثناء عليه والدعاء له فقد كافأه».
  / قال أبو زيد: وقد حدّثني أبو عثمان محمد بن يحيى أن هذا الشعر لورقة بن نوفل، وقد ذكر الزّبير بن بكار أيضا أنّ هذا الشعر لورقة بن نوفل وذكر هذين البيتين في قصيدة أوّلها:
  رحلت قتيلة عيرها قبل الضحى ... وأخال أن شحطت بجارتك(٢) النوّى
  أو كلَّما رحلت قتيلة غدوة ... وغدت مفارقة لأرضهم بكى
  ولقد ركبت على السّفين ملجّجا(٣) ... أذر الصّديق وأنتحي دار العدا
  ولقد دخلت البيت يخشى أهله ... بعد الهدوء وبعد ما سقط الندى
  فوجدت فيه حرّة(٤) قد زيّنت ... بالحلي تحسبه بها جمر الغضا
  فنعمت بالا إذ أتيت(٥) فراشها ... وسقطت منها حين جئت على هوى
  فلتلك لذّات الشّباب قضيتها ... عنّي فسائل بعضهم ماذا(٦) قضى
  فرج(٧) الرّباب فليس يؤدي فرجه ... لا حاجة قضّى ولا ماء بغى
  فارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه ... يوما فتدركه العواقب قد نما
  يجزيك أو يثني عليك وإنّ من ... أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
(١) ص ١٢٣.
(١) جاء في الجزء الثالث من «العقد الفريد» لابن عبد ربه صحيفة ١١٩ في باب (فضائل الشعر):
«وسمع النبيّ ﷺ عائشة وهي تنشد شعر زهير بن حباب - وصوابه جناب - تقول:
ارفع ضعيفك لا يحل بك ضعفه ... يوما فتدركه عواقب ما جنى
يجزيك أو يثني عليك فإن من ... أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
فقال النبيّ ﷺ: «صدق يا عائشة لا شكر اللَّه من لا يشكر الناس» ويرى المتأمل أن في هذه الرواية والبيتين اختلافا عما هو وارد في «الأغاني».
(٢) كذا فيء، ط، وفي ب، س، ح: «تجاريك». وفي أ، م: «تحاريك» بالحاء المهملة وكلاهما تحريف.
(٣) ملججا: خائضا اللجة وهي معظم الماء.
(٤) فيء، ط «طفلة» بفتح الطاء وهي المرأة الناعمة الرخصة.
(٥) فيء، ط: «حين زرت فراشها».
(٦) كذا فيء، ط. وفي سائر النسخ: «ما قد قضى».
(٧) هذا البيت ساقط فيء، ط: وقد ورد هكذا في باقي النسخ وهو غير واضح.