خبر غريض اليهودي
٢٤ - [خبر غريض(١) اليهودي]
  نسبه وأصل قومه:
  وغريض هذا من اليهود من ولد الكاهن بن هارون بن عمران ﷺ، وكان موسى عليه الصلاة والسلام وجّه جيشا إلى العماليق وكانوا قد طغوا(٢) وبلغت غاراتهم إلى الشأم وأمرهم إن ظفروا بهم أن يقتلوهم أجمعين، فظفروا بهم فقتلوهم أجمعين سوى ابن لملكهم(٣) كان غلاما جميلا فرحموه واستبقوه، وقدموا الشأم بعد وفاة موسى # فأخبروا بني إسرائيل بما فعلوه؛ فقالوا: أنتم عصاة لا تدخلون الشأم علينا أبدا، / فأخرجوهم عنها. فقال بعضهم لبعض: ما لنا بلد غير البلد الذي ظفرنا به وقتلنا أهله؛ فرجعوا إلى يثرب فأقاموا بها وذلك قبل ورود الأوس والخزرج إياها عند وقوع سيل العرم(٤) باليمن، فمن هؤلاء اليهود قريظة والنّضير وبنو قينقاع وغيرهم، ولم أجد لهم نسبا فأذكره لأنهم ليسوا من العرب فتدوّن العرب أنسابهم إنما هم حلفاؤهم، وقد شرحت أخبارهم وما يغنّى به من أشعارهم في موضع آخر من هذا الكتاب.
  والغناء في اللحن المختار لابن صاحب الوضوء واسمه محمد وكنيته أبو عبد اللَّه، وكان أبوه على الميضأة(٥) بالمدينة فعرف بذلك، وهو يسير الصناعة ليس ممن خدم الخلفاء / ولا شهر عندهم شهرة غيره. وهذا الغناء ماخوري بالبنصر وفيه ليونس ثاني ثقيل بالبنصر.
  نسب له شعر هو لورقة بن نوفل:
  أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا الرّياشيّ وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعيّ عن الأصمعيّ عن ابن أبي الزّناد عن هشام بن عروة قال:
  ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه ... لغريض اليهودي
  تمثلت عائشة أمام رسول اللَّه ﷺ بشعر نزل بمعناه الوحي:
  وأخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبة قال حدّثنا أحمد بن عيسى قال حدّثنا مؤمّل بن عبد الرحمن الثّقفيّ قال حدّثني سهل(٦) بن المغيرة عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة قالت:
(١) الزيادة عنء، ط.
(٢) كذا فيء، ط وهو الصواب. وفي باقي النسخ: «قطعوا» وهو تحريف.
(٣) كذا فيء، ط. وفي باقي النسخ: «ابن لملك لهم».
(٤) كذا فيء، ط. وفي باقي النسخ: «السيل العرم» بالتعريف فيهما والعرم: اسم واد وقيل: السيل الذي لا يطاق، وقيل: المطر الشديد.
(٥) الميضأة: مطهرة كبيرة يتوضأ منها، والعامة تقول: ميضة.
(٦) في ب، س: «إسماعيل» ولم نجد في الرواة من اسمه سهل بن المغيرة ولا إسماعيل بن المغيرة والظاهر أنه سهل أبو حريز مولى المغيرة، قال عنه ابن حبان يروي عن الزهري العجائب، وله ترجمة في «ميزان الاعتدال» ج ١ ص ٤٣١ وفي «لسان الميزان» ج ٣